responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح المنهاج / الصوم المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 315

أشكل علينا هلال شهر رمضان... ويقول قوم من الحساب قبلنا: إنه يرى في تلك الليلة بعينها بمصر وإفريقية والأندلس... فوقع: لا صوم من الشك. أفطر لرؤيته، وصم لرؤيته»[1].
و ثانياً: أن أدلة العمل على الرؤية ـ من بناء العقلاء والنصوص ـ تدل على أن المعيار في دخول الشهر ثبوتاً ليس على تولده بخروجه عن مقارنة الشمس وتأخره عنها، لأن ذلك يسبق الرؤية كثيراً، حتى أنه في كثير من الشهور يولد في يوم ولا يرى إلا في اليوم الثاني، وذلك يكشف عن أن المعيار في دخول الشهر ثبوتاً على صيرورة الهلال ـ بسبب تأخره عن الشمس ـ بحيث يرى بالعين الطبيعية المجردة.
وحينئذٍ فالمهم من قول المنجمين والفلكيين هو تحديد الوقت والمكان الذي يكون فيه الهلال صالحاً للرؤية. ويبدو أنهم يختلفون في ذلك، وأن ضبطه ليس بهذه السهولة، كما اعترف به بعضهم، لأنه ليس كتولد الهلال تابعاً لنواميس يمكن ضبطها واستحصال النتيجة منها بقوانين رياضية لا تقبل الخطأ أويكون الخطأ فيها طفيفاً لاأثر له عملاً.بل يخضع أيضاً لأمور يصعب ضبطها، كصفاء الجو، وارتفاع مكان الرؤية وغيرها، واعتمادهم في ذلك على الاستقراء الذي غالباً ما يكون ناقصاً.
نعم هذا إنما يمنع من الركون إليهم فيما إذا كان الهلال عندهم على الحافّة، بحيث يدور الأمر بين رؤيته بالعين المجردة ورؤيته بالعدسات المقربة ونحو ذلك. وهو المهم في المقام، حيث يحتمل حينئذٍ وجود الهلال وعدم تيسر رؤيته ولو لقلة المستهلين، وعدم وجوده وخطأ المدعين للرؤية أو كذبهم. أما في غير ذلك بأن كان عندهم دون حدود الرؤية، أو يرى واضحاً فكثيراً ما يطمأن بصدقهم، بل يعلم، بحيث يعلم بوجود الهلال بالمرتبة المطلوبة شرعاً من دون حاجة للرؤية، أو بعدم وجوده وكذب مدعى الرؤية أو خطئه. ولا سيما في هذه العصور التي تقدم فيها علم الفلك وابتنى على قوانين مضبوطة ملحقة بالحسّ.

[1] وسائل الشيعة ج:7 باب:15 من أبواب أحكام شهر رمضان حديث:1.
اسم الکتاب : مصباح المنهاج / الصوم المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست