responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 4  صفحة : 94

فى سرّى.

ثمّ قال لى خالى يوما: يا سهل من كان اللّه معه و هو ناظر إليه و شاهده أيعصيه؟ ايّاك و المعصية، فكنت أخلو فبعثونى إلى الكتاب، فقلت: أنّى لأخشى أن يتفرّق على همّى، و لكن شارطوا المعلّم انّى أذهب اليه ساعة، فاتعلّم، ثمّ ارجع- فمضيت إلى الكتّاب و حفظت القرآن و انا ابن ستّ او سبع، و كنت أصوم الدّهر و قوتى خبز الشّعير اثنتى عشر سنة فوقعت لى مسئلة و أنا ابن ثلاث عشرة سنة، فسألت أهلى ان يبعثونى إلى البصرة أسال عنها، فجئت البصرة، و سألت علمائها، فلم يشف عنّى أحد شيئا، فخرجت الى عبّادان إلى رجل يعرف بابى حبيب حمزة بن عبد اللّه العبّادانى، فسالت عنها فأجابنى و أقمت عنده مدّة انتفع بكلامه و أتأدّب بآدابه، ثمّ رجعت إلى تستر يعنى به مدينة شوشتر الّتى هى بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان قديمة البناء جدّا- فجعلت قوتى اقتصارا على ان يشترى لى بدرهم من الشّعير الفرق، فيطحن و يخبزلى، فافطر عند السّحر كلّ ليلة، على أوقية واحدة بحتا بغير ملح، و لا ادام، فكان يكفينى ذلك الدّرهم سنة، ثمّ عزمت على أن أطوى ثلاث ليال، ثمّ أفطر ليلة، ثم خمسا، ثمّ خرجت اسيح فى الأرض سنين، ثم رجعت إلى تستر، فكنت اقوم اللّيل كلّه،[1] انتهى و نقل أيضا فى باب الجوع و ترك الشهوة من رسالته انّ سهلا المذكور كان لا ياكل الطّعام إلّا فى كلّ خمسة عشر يوما؛ فاذا دخل شهر رمضان كان لا يأكل حتّى يرى الهلال؛ و كان يفطر كلّ ليلة على المماء القراح،[2] و نقل أيضأ بالاسناد انّ من جملة كلمات سهل المذكور: كلّ فعل يفعله العبد بغير اقتداء طاعة كان أو معصية فهو عيش النّفس، و كلّ فعل يفعله بالإقتداء فهو عذاب النّفس، هذا. و قد ظهر لك من جملة ما أوردناه من كلام الرّجل أنّه فى عالى درجة من درجات تزكية النّفس الّتى نهى عنها اللّه تبارك و تعالى فى محكم كتابه المجيد؛ و هى مذمومة فى الغاية عند أرباب الطّريقة


[2] الرسالة القشيريه 14- 15

[3] نفس المصدر 66

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 4  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست