ذكره ابن مكتوم فى «تاريخ النّحاة» مات فى رجب سنة عشر و سبعمأة «انتهى» و لم نجد فى تراجم الشّيعة و معاجم الإماميّة ما يدلّ على كون الرّجل منهم، فضلا عن كونه من جملة فقهائهم و مجتهديهم، و لو كان ما ذكره الصّفدى فى حقّه صحيحا لما خفى ذكره عن أهل الحقّ. و لما ناسب وصف الحافظ السّيوطى إيّاه بالحنبليّة مع انّها أبعد مذاهب العامّة عن طريقة هذه الّطائفة الخاصّة، كما أشير إلى ذلك فى ترجمة أحمد بن حنبل فليتأمّل.
346 الشيخ الوحيد و العالم السديد سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمى[1]
بضمّ الجيم و فتح الشّين المثلّثة قبل الميم، المعروف بأبى حاتم السّجستانى، النّحوى، اللّغوى، المقرى، نزيل الصبرة و عالمها، كان إماما فى علوم الأدب و القرآن و اللّغة و الشّعر، و عنه أخذ علماء عصره كأبى بكر محمّد بن دريد و المبرّد و غيرهما، و قال المبرّد: سمعته يقول: قرأت كتاب سيبويه على الأخفش مرتين، و كان كثير الرّواية عن أبى زيد الأنصارى و أبى عبيدة و الأصمعىّ، و عمرو بن كركرة، و روح بن عبادة، عالما باللّغة و الشّعر، حسن العلم بالعروض و إخراج المعمّى، و له شعر جيّد، و لم يكن حاذقا فى النّحو، و كان إذا اجتمع مع أبى عثمان المازنى فى دار عيسى بن جعفر الهاشمى تشاغل، أو بادر بالخروج خوفا من أن يسأله عن مسئلة فى النّحو، و كان صالحا عفيفا يتصدّق كلّ يوم بدينار، و يختم القرآن فى كلّ أسبوع، و له نظم حسن، و كان أبو العباس المبرّد يحضر حلقته، و يبادر و يلازم القرائة عليه، و هو غلام و سيم فى