فى ذلك عليهما، و قرأ عليه الكسائى كتاب سيبويه سرّا، و وهب له سبعين دينارا و قال المبرّد: أحفظ من أخذ عن سيبويه الأخفش ثمّ النّاشى ثم قطرب.
قال: و كان الأخفش أعلم النّاس بالكلام، و أحذقهم بالجدل، صنّف «الاوساط فى النّحو» إلى ان قال: و كتاب «القوافى» و كتاب «الاصوات» و غير ذلك، و مات سنة عشر- و قيل- خمس عشرة- و قيل احدى و عشرين و مأتين انتهى[1].
و فى باب التّعدية و اللّزوم من «تصريح» خالد الازهرى فى ذيل قول مؤلّف «التّوضيح»:
و قد يحذف الجار و ينصب المجرور، بعدان ضرب المثال بما كان مع ان و لا يقاس على ان و ان غيرهما قوله فلا يقال بريت السّكيّن القلم و الاصل بالسّكيّن خلافا للاخفش الاصغر علىّ بن سليمان البغدادى تلميذ ثعلب و المبرّد، نشاء بعد الأخفش الصّغير أبى الحسن سعيد بن مسعدة تلميذ سيبويه و الأخفش الاكبر غيرهما، و هو أبو الخطّاب شيخ سيبويه و الأخافشة أحد عشر نحويّا و السّيبويهيّون اربعة انتهى.
و قد مرّت الإشارة إلى هؤلاء الاحد عشر النّحوييّن فى باب احمد بن عمران بن سلامة من كتابنا هذا مع فوائد جمّة غير ذلك فلا تغفل قيل: من شعر ابى الحسن الأخفش
كيف اصبحت كيف امسيت ممّا
يزرع الودّ فى فؤاد الكريم
332 الشيخ ابو عثمان سعيد بن محمد الاندلسى المعافرى اللغوى المعروف بابن الحداد[1]
كان من اهل قرطبة المتقدّم اليها الاشارة فى باب الاحمدين، ثمّ فى ذيل ترجمة خلف بن عبد الملك القرطبى الانصارى على التّفصيل. و أخذ عن ابى بكر بن القوطية كما ذكره صاحب «البغية» قال: و هو الّذى بسط كتاب «الافعال» و زاد فيه و توفى بعد الاربعمأة شهيدا فى بعض الوقايع، ثمّ انّه ذكر ترجمة اخرى بعد ذلك لابى عثمان سعيد بن محمد