responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 4  صفحة : 42

مخلوق خلق من الطّين و الطين تأكله النّار، قال: فما بالنا نضحك؟ قال: لم تستو القلوب ثمّ أمر الحجّاج باللّؤلؤ و الزّبرجد و الياقوت، فوضعه بين يدى سعيد، فقال سعيد ان كنت جمعت هذا لتفتدى به من فزع يوم القيامة فصالح، و الّا ففزعة واحدة تذهل كلّ مرضعة عمّا ارضعت، و لا خير فى شى‌ء جمع للدّنيا إلّا ما طاب و زكى.

ثمّ دعى الحجّاج بآلات اللّهو، فبكى سعيد فقال الحجّاج: و يلك يا سعيد اىّ قتلة تريد ان اقتلك؟! قال اختر لنفسك يا حجاج فو اللّه لا تقتلنى قتلة إلّا قتلك اللّه مثلها فى الاخرة، قال: فتريد ان اعفو عنك؟ فقال: ان كان عفو فمن اللّه و امّا انت فلا و فى رواية انّه طال بينهما الكلام إلى أن قال له الحجّاج: لا قطّعنّك قطعا قطعا و لا فرّقنّ أعضائك عضوا عضوا قال إذن تفسد علىّ دنياى، و أفسد عليك آخرتك، فقال: الويل لك قال الويل لمن زحزح عن الجنّة و ادخل النّار، فقال اضربوا عنقه. و فى الحديث الاوّل قال اذهبوا به فافتلوه فلمّا خرج من الباب ضحك، فاخبر الحجّاج بذلك، فقال ما اضحكك قال: جرأتك على اللّه و حلم اللّه عليك، فامر بالنّطع فبسط، فقال اقتلوه، قال سعيد: وجّهت وجهى- للّذى فطر السموات و الارض حنيفا و ما انا من المشركين، قال وجّهوه لغير القبلة قال سعيد: فاينما تولّوا وجوهكم فثم وجه اللّه، فقال كبّوه لوجهه، فقال سعيد: منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخرى، فقال الحجّاج: اذبحوه فقال سعيد: اشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و انّ محمّدا عبده و رسوله، ثمّ قال اللهمّ لا تسلّطه على أحد بعدى، فذبح على النّطع و كان رأسه يقول بعد قطعه لا اله الّا اللّه محمد رسول اللّه، قيل لم يبق بعده الحجّاج إلّا خمس عشرة ليلة و ذلك سنة خمس و سبعين، و عمر سعيد تسع و اربعون سنة، و فى رواية صاحب الكشكول انّه ما بقى بعد سعيد الّا ثلاثة أيّام، و قيل بل مات بعده بستّة أشهر، و لم يسلّطه اللّه على قتل أحد بعده حتّى مات.

و فى «مجالس المؤمنين» انّ قبر سعيد المذكور فى مدينة واسط الّتى هى محلّة ولاية الحجّاج الملعون مشهور، و فى «الوفيات» انّه قيل للحسن البصرى: انّ الحجّاج قد قتل سعيد بن جبير، فقال اللّهمّ ائت على فاسق ثقيف، و اللّه لو انّ من بين المشرق‌

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 4  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست