responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 98

تلك الأيام امرأة من المستضعفات في مهمّ لها، فأظهرت عنده موت بعض الأعاظم، فقال لها المولى: أما سمعت ما أمرنا به الخلق من عدم إفشائهم هذا الأمر لدينا؟! فقال المرأة: و أنا من أجل ذلك لم اخبر جنابك منذ وقعت الكائنة؛ و الحال أنّه قد مات عشرة آلاف نفس- أو ما هو قريب من ذلك- إلى يومنا هذا!، فيمحض أن سمع المولى بكلام الامرأة سقط مغشيّا عليه من الواهمة و أخذ في القى‌ء و الإسهال الشديدين- كما هو شان ذلك المرض العنيف- و لم يلبث غير سويعات قليلة إلى أن ارتحل من مضيق هذه العرصة الفانية إلى فسيح الفردوس، و ارتقت نفسه الزكيّة من درجة قوس النزول إلى مرتبة صعود القوس.

ثمّ نقل نعشه الشريف إلى النجف الأشرف المنيف، و دفن بها ممّا يلي خلف الحضرة في جانب الصحن المطهّر.

و قد تشرّفت بزيارته هناك عند تشرّفي بزيارة العتبات العاليات- على مشرّفيها أكمل الصلوات و التحيّات-.

و حكى لي بعض فضلاء تلامذته من جملة كرامات جثّته المقدّسة: أنّي لاقيتها في بعض المنازل و كانت موضوعة في أنزه مكان و حولها القرّاء مشغولون بتلاوة القرآن، و كنت خائفا عليها لشدّة حرارة الهواء و التحام ذلك الجسد جدّا. فلمّا جلست عنده لم أجد منه إلّا رايحة طيّبة تشبه رايحة المسك الأذفر، بل لم يوجد في بدنه الشريف تغيّر أصلا، إلى أن ورد في كنف مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام؛ و هذا من جملة خوارق العادات.

نعم! يرفع اللّه الّذين آمنوا و عملوا الصالحات و الّذين اوتوا العلم درجات.

و قد بقي العلم و الاجتهاد في بيته الشريف و نسله المنيف إلى هذه الأوان، و سوف يتّصل ذلك بيمن باطنه المبارك إلى دولة إمامنا صاحب الزمان، عليه سلام اللّه الملك المنّان.

و من جملة أعاظم تلاميذه الّذى انتهت إليه رياسة الإماميّة فى زمانه و صار مسلّما للكلّ في كمال فضله و جلالة شأنه و رشاقة جميع ما كتبه في الفقه و الاصول، و خصوصا ما يتعلّق من اصوله بأدلّة العقول؛ هو الشيخ مرتضى بن محمّد أمين التسترىّ الدسفوليّ، المتوطّن حيّا و ميتا في النجف الغري السري- على مشرّفها السلام العبقرى- و المتوفّى‌

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست