responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 58

المقام الّذي يذكر الانسان أوّلا رجلا ثمّ يريد أن يتبعه بذكر منسوب إليه، و خصوصا إذا كان ابنا له أو أبا أن يشير إليه و يربطه فيه بضمير حذرا عن مجيى‌ء احتمال الخلاف فلو فرصنا أنّه- رحمه اللّه- اراد بقوله: و قال أحمد بن الحسين الولد، و بابن الغضائري الوالد. لكان عليه أيضا ذكر الرابط بقوله: و قال أبوه ابن الغضائري مثلا أو ما أشبهه لا بعبارة تظهر في الأجنبيّة بينهما.

و أمّا على ما اخترناه فيرتفع هذه الركاكة من الكلام أيضا بالتمام. هذا.

و قد بقى الكلام هنا فيما سرى من السيّد الداماد إلى بعض الأوهام من القدح في جلالة هذا الرجل المفّصل في وصفه الكلام المعظّم قدره عند اولى الأفهام بكونه مسارعا إلى الجرح حردا، مبادرا إلى التضعيف شططا.

و الجواب عنه أيضا أوّلا: أنّ السيّد- رحمه اللّه- ليس يعنى بهذا القول قدحا في الرجل؛ كيف و قد صرّح مرارا بالبناء على أقواله و جرحه و تعديله كما أشرنا إليه سابقا؛ بل تمنّيا في مثله خلاف ذلك بعد كونه متحلّيا عنده بسائر الأخلاق الحميدة، و هذا نظير ما يقول في حقّ المحقّق جعفر بن سعيد الّذي اجمع على عظم شأنه، و الاعتماد عليه:

إنّه مع تبالغه في الطعن في الأسانيد بالضعف قد تمسّك في المعتبر بروايات السكونىّ و عمل بها.

و ثانيا: أنّ وضع كتابه المشهور لمّا كان لذكر الضعفاء، و لا يذكر اسمه غالبا إلّا في مقام التضعيف و لا نقل عن كتابه المقصود على ذكر الممدوحين أو غيره من كتبه إلّا نادرا في كتب الأصحاب مع ظهور أنّ فيها من التوثيقات المفرطة ما لو انكشف لأنقلب ذلك الاحتمال في حقّه خيل إلى بعض الأوهام أنّ وضع جبلّته كأنّه كان على التضعيف مهما استطاع من قبيل أهل اللجاج و الغرض و الّذين في قلوبهم الغلّ و المرض و أرباب الشبهة و الوسواس و المسيئى الظنون من الناس، و من كان على بصيرة في بواعث التصانيف و غاياتها يهون له الفرار عن سوء الظنّ به- رحمه اللّه- لهذه الجهة.

و ثالثا إنّ هذه العادة منه- رحمه اللّه- لو لم يكن من أسباب مدحه لم يثبت به مذمّة فيه أصلا؛ كيف لا؟! و هذه الحالة إنّما تنبعث في الشخص من فرط احتياطه في الدين‌

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست