responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 239

مصايب، و الغالب على أهلها اللهو و الطرب لأنّ طالعها الثور- و هو بيت الزهرة- و الغالب على أكثرهم البلاهة.

إلى أن قال: و من عجائبها أسد من حجر على باب المدينة عظيم جدّا، و هذا الطلسم من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين طلبه قباد ليطلسم بلاده، و ذلك لأنّ البرد بها شديد و وقوع الثلج أشباه القلاع، و كان الفارس يغرق في الثلج بهمدان. فلمّا عمل هذا الأسد قلّ ثلجها. ينسب إليها أبو الفضل بديع الزمان صاحب المقامات، و سباق العنايات. توفّى سنة ثمان و تسعين و ثلثمأة. انتهى.

و نقل أنّه قتل بالسمّ، و قيل: إنّه صار مسكوتا فعجّل في دفنه، و لمّا أفاق سمعوا صراخا منه بالليل من تحت الرمس فنبشوا قبره فوجدوه قابضا على لحيته، و قد مات من هول القبر.

و في هذه السنة بعينها، أيضا توفّى أحمد بن لال و أبو نصر أحمد الكلابازى من الحفّاظ، و نزل ثلج عظيم ببغداد كما في تاريخ «أخبار البشر».

و عن الشيخ أبي منصور الثعالبى في كتاب «يتيمة الدهر» أنّ هذا الشيخ الاستاد قد كان من غاية مهارته في الكتابة و الإنشاء، و تسلّطه في البيان، و الاملاء. إنّه كان يأخذ من ذيول الأرقام كاتبا إلى أن يأتى على صدورها بعكس الجمهور، و ناهيك به فضلا و فطانة و كمالا.

و في البحار نقلا عن خطّ الشهيد الأوّل من فقهاء أصحابنا. ثمّ إنّ الحسين بن إبراهيم المكنّى بأبي عبد اللّه أحد البلغاء العلماء سلك طريقة البديع الهمدانى من كونه يبدء بآخر الكتاب و يختم بأوّله، و له مقامات حذافيها حذوه. فمن شعره فيها:

سعادة المرء لا مال و لا ولد

و لا مؤمّل إلّا الواحد الصمد

انتهى ما أوردناه استطرادا للمقام.

ثمّ إنّ من جملة مقالاته الرائقة و إنشاءاته الفائقة بنقل صاحب «الوفيات» قوله:

الماء إذا طال مكثه ظهر خبثه، و إذا سكن متنه تحرّك نتنه، و كذلك الضيف يسمج لقاؤه إذا طال ثواؤه، و يثقل ظلّه إذا انتهى محلّه. و السلام.

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست