responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 168

بل عن تاريخ الخطيب البغدادي أنّه قال: حضرت تدريسه في مسجد عبد اللّه بن المبارك و سمعت من يذكر أنّه كان يحضر درسه سبع ماءة متفقّه، و كان الناس يقولون: لو رآه الشافعي لفرح به. و عن سليمان بن أيّوب الرازي الفقيه الأديب الشافعي صاحب كتاب «الإشارة» و «غريب الحديث» و «التقريب» و غير ذلك أنّه قال: دخلت بغداد فعبرت في طريقي- إلي بعض فضلائها- علي هذا الشيخ، و هو يملى فدخلت معه المسجد و جلست مع الطلبه فوجدته في كتاب «الصيام» فى مسئلة إذا أو لج ثمّ أحسّ بالفجر فنزع. فاستحسنت ذلك و علّقت الدرس علي ظهر جزء كان معي فلمّا عدت إلي منزلي و جعلت اعيد الدرس حلالي، و قلت: اتمّ هذا الكتاب يعني كتاب «الصيام» فعلّقته و لزمت الشيخ أبا حامد حتّي علّقت عنه جميع التعليق، و كان لا يخلو له وقت عن اشتغال حتّي أنّه كان إذا برء القلم قرأ القرآن أو سبّح، و كذلك إذا كان مارّا في الطريق و غير ذلك من الأوقات الّتي لا يمكنه الاشتغال فيها بالعلم. انتهي.

و كأنّ هذا الشيخ هو المذكور في كتاب «تلخيص الآثار» عند تفصيله المنتسبين إلى بلدة نيسابور بعد ترجمتها بقوله: و ينسب إليها الإمام العلّامة رضى الدين النيسابورى قدوة العلماء، و استاد البشر. أصله من نيسابور، و مسكنه بخارا، و كان على مذهب الإمام أبي حنيفة، و كان في حلقة درسه أربعمأة فقيه فضلاء مثل العميدى، و غيره، و أنّه سلك طريقة لم يسلكها من كان قبله، و كان علم المناظرة قبله غير مضبوط فأحدث له ضبطا و ترتيبا. هذا.

و في الوفيات بعد ترجمته الإسفراينى- هذا الأخير- بما قدّمنا: فإنّ أبا الحسين القدورىّ كان يفضّله على كلّ أحد. و أخذ الفقه عن أبى الحسن بن مرزبان و غيره، و له «تعاليق على مختصر المزني» و «التعليقة الكبرى» في المذهب، و كتاب «البستان» صغير ذكر فيه الغرائب.

و توفّى في سنة ستّ و أربعمأة ببغداد، و دفن أيضا بها في داره، ثمّ نقل إلى باب الحرب. و ذلك بعد ما قدم بغداد، و درّس الفقه بها ستّا و ثلاثين سنة. و كان يوم وفاته يوما عظيما على أهلها من كثرة الحزن و البكاء و هجوم الناس، و صلّى عليه‌

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست