هذا و سوف تأتى تتمّة الكلام في أحوال هذا الرجل مع بيان حقيقة نسبته و تاريخ وفاته، و محلّ دفنه، و مبلغ عمره في ذيل ترجمة ثابت بن قرّة الحرّانىّ- إن شاء اللّه-.
40 استاد المشايخ الكابرين أبو اسحق ابراهيم بن محمد بن ابراهيم الاسفراينى
الملقّب بركن الدين. الفقيه الشافعي. المتكلّم الاصولى. و ذكره الحاكم أبو عبد اللّه و قال: أخذ عنه الكلام و الاصول عامّة شيوخ نيسابور، و أقرّ له بالعلم أهل العراق، و خراسان.
و له التصانيف الجليلة منها: كتابه الكبير الّذي سمّاه «جامع الحلي» في اصول الدين و الردّ على الملحدين رأيته في خمس مجلّدات، و غير ذلك من التصانيف.
و أخذ عنه القاضي أبو الطيّب الطبري اصول الفقه باسفراين، و بنيت له المدرسة المشهورة بنيسابور، و توفّى يوم عاشوراء سنة ثماني عشر و أربعمأة بنيسابور. و سمع بخراسان أبا بكر الاسمعيلي. و بالعراق أبا محمّد دعلج بن أحمد السجزي و أقرانهما. كذا في الوفيات.
و إسفراين- بكسر الهمزة، و سكون السين المهملة، و فتح الفاء، و كسر المثنّاة من تحتها- بلدة من خراسان بنواحى نيسابور على منتصف الطريق إلى أستر آباد، و كان يلقّب عند بعض ملوك العجم بمهرجان لحسن هوائه و خضرته، و عذوبة مائه كما عن تقويم البلدان.
و قال الثعالبي في «يتيمة الدهر»: اسفرائين- من كور نيسابور- مخصوصة بإخراج الأفراد كانوشيروان الّذي افتخر به النبىّ صلى اللّه عليه و اله فقال: ولدت في زمان الملك العادل.