responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 140

تركوا الدنيا، و تعلّقوا باللّه وحده كابراهيم بن أدهم، و بشر الحافي، و أصحاب الكهف فإنّهم لكمال رشدهم لا يرضون أن يشغلوا قلوبهم بغير اللّه تعالى لحظة عين. انتهى.

و نقل في سبب توبته: أنّه نظر يوما إلى رجل ساكن في ظلّ قصره قد أخرج من جراب خلق كان عنده رغيف كعك فأكله و شرب عليه من ماء كان معه. ثمّ استلقى على قفاه و نام. فقام إبراهيم من رقدته و أخذ يتفكّر في نفسه: إنّ النفس إذا كانت تقنع بمثل هذا فما نصنع بالدنيا و زخارفها الّتى لا تبقى إلّا حسرة في صدورنا حين وداعنا إيّاها؟

ثمّ خرج في ساعته من زىّ الملوك و أخذ طريقة الفقراء في السير و السلوك.

قلت: و هذه الحكاية تشبه ما قاله أبو ذرّ الغفارىّ- رضي اللّه عنه-: من جزى اللّه عنه الدنيا خيرا فجزاها اللّه عنّى مذمّة بعد رغيفى شعير أتغدىّ بأحدهما و أتعشّى بالآخر، و بعد شملتى صوف أتّزر بأحدهما و أرتدى بالآخر. و كذا ما نقل عن خليل بن أحمد النحوىّ العروضيّ: أنّ بعض الخلفاء أرسل إليه رسوله فوجده يبلّ كسرة في ماء و يأكل منها. فقال له: أجب أمير المؤمنين. فقال: مالى إليه حاجة. فقال: إنّه يغنيك.

فقال: ما دمت أجد هاتين لا أحتاج‌[1].



- عن المقصود من الايجاز، و سنذكر بعض مقالاتهم فيه على حد البلوغ- ان شاء اللّه-. كذا ذكره القشيرى فى رسالته الى الصوفية.

و أقول: يمكن أن يكون الاشتقاق فى كل من الوحوه المتأخرة على طريقة ما ورد فى أحاديث أهل البيت- عليهم السّلام- من اشتقاق داود من المداواة، و فاطمة من الفاطرة، و أمير المؤمنين من المير لكونه يميرهم العلم، و أمثال ذلك. و لكن الاصلح فى الاشتقاق هو الاول. و عليه المعول- يشهد به أيضا الاخبار التى وردت فى ذلك المعنى مدحا و مذمة بنصوصها التى سنشير اليها- ان شاء اللّه- فى ذيل ترجمة حسين بن منصور الحلاج. و فيه أيضا من الكلمات الواردة عن جماعة من الصوفية فى حقيقة هذه اللفظة على اصطلاحهم المخصوص كثير، و لا ينبئك مثل خبير. منه.

[1] و فى رسالة القشيرى: ان ابراهيم دخل مكة و صحب بها سفيان الثورى، و الفضيل ابن عياض، و دخل الشام و مات بها. و كان يأكل من عمل يديه مثل الحصاد و حفظ البساتين، و غير ذلك. و انه رأى فى البادية رحلا علمه اسم اللّه الاعظم فدعى به بعده فرأى‌

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست