responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 112

و في «باب من ادّعى البابيّة للصاحب عليه السّلام كاذبا» من كتاب «الغيبة» لشيخنا الطوسي- رحمه اللّه- قال: و منهم: الحسين بن منصور الحلّاج، أخبرنا الحسين بن إبراهيم، عن أبي العبّاس أحمد بن علي بن نوح، عن أبي نصر هبة اللّه بن محمّد الكاتب- ابن بنت امّ كلثوم بنت أبي جعفر العمري- قال: لمّا أراد اللّه تعالى أن يكشف أمر الحلّاج و يظهر فضيحته و يخزيه؛ وقع له أنّ أبا سهل إسمعيل بن علي النوبختي- رضي اللّه عنه- ممّن تجوز عليه مخزقته، و تتمّ عليه حيلته. فوجّه إليه يستدعيه، و ظنّ أنّ أبا سهل كغيره من الضعفاء في هذا الأمر- لفرط جهله- و قدر أن يستجرّه إليه فيتمخرق به و يتسوّق بانقياده على غيره، فيتّسق له ما قصد إليه من الحيلة و البهرجة علي الضعفة لقدر أبي سهل في أنفس الناس و محلّه من العلم و الأدب أيضا عندهم؛ و يقول له فى مراسلته إيّاه: «إنّي وكيل صاحب الزمان- و بهذا أوّلا كان يستجرّ الجهال ثمّ يعلو منه إلى غيره- و قد امرت بمراسلتك و إظهار ما تريده من النصرة لك لتقوى نفسك و لا ترتاب بهذا الأمر!». فأرسل إليه أبو سهل- رضي اللّه عنه- يقول له: «إنّي أسئلك أمرا يسيرا يخفّ مثله عليك في جنب ما ظهر علي يديك من الدلائل و البراهين و هو أنّي رجل احبّ الجواري و أصبو إليهنّ، ولي منهنّ عدّة أتحظّاهنّ؛ و الشيب يبعدني عنهنّ و يبغّضني إليهنّ و أحتاج أن أخضب في كلّ جمعة و أتحمّل منه مشقّة شديدة لأستر عنهنّ ذلك و إلّا انكشف أمري عندهنّ! فصار القرب بعدا، و الوصال هجرا! و اريد أن تغنيني عن الخضاب، و تكفيني مؤنته، و تجعل لحيتى سوداء فإنّني طوع يديك، و صائر إليك، و قائل بقولك، وداع إلى مذهبك، مع مالي في ذلك من البصيرة و لك من المعونة!».

فلمّا سمع بذلك الحلّاج من قوله و جوابه علم أنّه قد أخطأ في مراسلته و جهل في الخروج إليه بمذهبه، و أمسك عنه و لم يردّ إليه جوابا، و لم يرسل إليه رسولا و صيّره أبو سهل- رضي اللّه عنه- احدوثة و ضحكة يطنز به عند كلّ أحد، و شهر أمره عند الصغير و الكبير، و كان هذا الفعل سببا لكشف أمره و تنفّر الجماعة عنه إنتهى.

و فيه ما لا يخفى من جلالة قدر الرجل و عظم حقّه في الدين.

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست