responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين جامعة الامام الشيخ علي کاشف الغطاء في النجف و مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة المؤلف : کفائی، محمد کاظم    الجزء : 1  صفحة : 62

قال المؤلف ( حدثني عمي العباس بن علي عمن كان مع الشيخ جعفر كاشف الغطاء و شهد الواقعة و ذكرها أيضا صاحب كتاب معدن الشرف و حاصلها ان الشيخ جعفر توجه في بعض السنين إلى نواحي البصرة فأتوا على خيولهم إلى غياض ملتفة بالقصب و البردي و كان ذلك المكان يعرف بكثرة السباع فلم يمكن المبيت به و قد هجم الليل و لا بيت و لا خباء حتى ينزلون فيه و بينهم و بين البيوت الشط المعروف بشط العرب و هو في الحقيقة بحر لا شط و لم تكن على ساحله سفن فوقفنا متحيرين فجاء الشيخ ووقف على الساحل و قال سبحان الله ان موسى بن عمران عبد من عبيد الله و أنا عبد من عبيده و قد ضرب بعصاه البحر فانفلق ثم جعل يخاطب الماء أنا و اياك عبدان من عبيد الله مسخران بامره قسمت عليك.بكذا و كذا.و جعل يقرأ أسماءاً لا نعرفها ثم قال اتبعوني و دخل بفرسه الشط و هو عليها و تبعناه نحن فما كان الا كلمحة البصر و إذا نحن على الساحل المقابل فالتفتنا إلى خيولنا فلم يكن اثر للماء الا على ارجلها إلى ركبها و لما و صلنا البصرة اقمنا فيها مدة رجعنا على طريق بغداد فلما صرنا على ليلتين منه بتنا ليلة هناك و كانت الأرض ذات شوك و قتاد فكان الشيخ جعفر ( يكرر سبحان الله المعمر المدمر فسألناه عن السبب لهذه الكلمات بالخصوص فقال ستكون هذه الأرض بلدة عظيمة.يقول الراوي فما مرت السنون حتى أدرك أغلب من كان معنا تلك البلده و هي الآن المعروفة بالكوت و لعل هذه المكرمة للشيخ هي التي نقلناها عن المرحوم السيد معتوق ص40 و يكون الذي حرض الشيخ على ذلك هم اليهود.و اظنك أيها الناظر في هذه المكرمة و امثالها تقول ليس هذا الا لعلام الغيوب و لكنك إذا التفت إلى قوله تعالى في الحديث القدسي(عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون)و الشيخ جعفر ( اظهر مصاديق الإطاعة يرتفع عند ذلك الوهم و جاء أيضا في العقبات العنبرية حدثني عمي العلم العباس عن الثقاة ان جماعة من أهل البحرين اخبروا الشيخ جعفر ( أن في البصرة جماعة من احبار اليهود و رهبان النصارى و قسيسهم يجلسون في الطرقات و الأسواق و يطعنون في الإسلام و يفسدون مذاهبه حتى تهود خلق كثير من المسلمين و تنصر آخرون فشد الشيخ جعفر ( الرحال بجماعة من أصحابه حتى أتى البصرة و اخذ يجادل احبار اليهود و قسيسي النصارى و يحادثهم بألسنتهم و كتبهم فسألوه أن يباحثهم في علم الأديان و غيرها فأجابهم لذلك و جعل بحثا لليهود و بحثا للنصارى عصراً و صبحا فما انجلت الغبرة الا و قد اسلم من الأحبار و القسيسين ما يقدر بالمائة و قد توجهوا إلى البلدان النائية الخالصة يهودا و نصارى ليهدوهم سواء السبيل.

الفصل الرابع

في سفر سماحة الإمام من النجف إلى القاهرة تلبية للدعوة

اعتادت الهيئة العلمية في النجف الاشرف و الجماهير الشعبية على اختلاف طبقاتها من وجهاء البلد من الطلاب و الكسبة و العمال و باقي وفود الألوية من الجمهورية العراقية اعتادوا توديع سماحة مرجعهم الديني الزعامي آية الله البرى الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء حينما يغادر وطنه الحبيب لحضور المؤتمرات العالمية الإسلامية لجمع كلمة المسلمين و رص صفوفهم و لرفع كلمة التوحيد عاليا أمام هذه التيارات العالمية في صراعها الدائم مع الإسلام و المسلمين فينبري سماحته حفظه الله لكشف الحقائق باعلى صورها و ابهى معانيها و قد امتازت هذه الأسرة من آل كاشف الغطاء و هذا البيت الطاهر المقدس بهذا الجهاد الديني و أصبح طابعها الخاص منذ عهد مؤسسها الأول و زعيمها الاوحد الشيخ جعفر كاشف الغطاء صاحب كتاب كشف الغطاء الكتاب الديني الذي يعتبر بحق دائرة معارف فقهية اسلامية و هذا ما تجده في خلال سطور هذا الكتاب بين جامعة الإمام كاشف الغطاء و بين مجمع البحوث الإسلامية و ما تقف عليه من نشاط واسع لهذه الأسرة الميمونة المباركة المجاهدة في الذب عن بيضة الدين و الإسلام.و الإمام كاشف الغطاء فرع من هذه الشجرة الطيبة حاملا تراث آبائه الكرام و قد أحسن من قال:

اؤلئك آبائي فجئني بمثلهم

إذا جمعتنا يا جرير المجامع

اسم الکتاب : بين جامعة الامام الشيخ علي کاشف الغطاء في النجف و مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة المؤلف : کفائی، محمد کاظم    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست