responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين جامعة الامام الشيخ علي کاشف الغطاء في النجف و مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة المؤلف : کفائی، محمد کاظم    الجزء : 1  صفحة : 45

و طلبنا من فضيلته كلمة بمناسبة شهر رمضان فقال ان الصوم هو أحد الاركان الخمسة التي بني عليها الدين الإسلامي… ففي الحديث الشريف(بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة و الزكاة و الصوم)(الحديث)و هو عبادة صامتة حيث ليس فيها كلام يسمع كالصلاة و لا عمل ينظر كالزكاة و لا حركات تبصر كالحج بل هو سر بين الله تعالى و العبد و عمل مستور بين الخالق و الخلق ولهذا اشتهر ان الرياء لا يدخله و النفاق لا يمسه فهو أشبه ما يكون برحلة من عالم المادة إلى عالم الروح في كل عام و سفر من الخلق إلى الحق في كل سنة و سلم يرتقى به نحو عالم الجلال و يسمو به نحو عالم الجمال و تعرج النفس الانسانية به في مدارج الشرف و السؤدد حيث يعطي للنفس سلطانا على الهوى وروحانية ترفعها من تراب الأرض إلى نحو السماء و لهذا تطهر به النفوس من رذائلها و تتخلص من شياطينها و يحلق به الإنسان عن حبائل تيارات الرغبات الحيوانية و ينجو من الزج في غمرات الشهوات البهيمية و يصبح لكلمة العقل الخطاب الفصل ولوحي الوجدان نفوذ السلطان فتعدل بذلك النفس عن بذل قواها في الجرائم الاجتماعية إلى التوجه نحو الكمالات الانسانية و تنصرف عن ميولها الدنية إلى الفضائل الاخلاقية و قد اثبتت التجارب المتعددة و الاستقراءات المتكررة ان تقليل الطعام يزيد الفهم و الذكاء قوة و شدة و يجعل الضمير في طيب و ارتياح و يزيد الإرادة عزيمة و مضاء و الصبر على مجابهة الحوادث قوة و نشاطا كما ان الإسراف في الطعام يولد البلادة في الفهم و البليلة في التفكير و العجز و الجزع عن مجابهة الحوادث و الشذوذ في الرأي و الكسل في العمل حيث ان بالبطنة تطمس البصائر و تخفي الحقائق و تغطى القلوب بحجب كثيفة.ففي المثال العربي(البطنة تذهب الفطنة)و في المأثور عن لقمان الحكيم(إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة و خرست الحكمة و قعدت عن الحركة).

اضعاف سلطان العادة

هذا كل ما للصوم من اضعاف سلطان العادة الذي طالما أصبحت النفس اسيرة لقوته و مستعبدة لارادته.فانه بالصيام تترك العادة شطرا من الزمن و بذلك يضعف نفوذها و يسهل التخلص من قيودها و هناك فوائد عظيمة لا تنكر و نعم جسيمة لا تعد و لا تحصى إذ به يصير الإنسان لزمام نفسه مالكا و لرضاء ضميره ملبيا و لكلمات ربه و عقله سامعا واعيا.اضف إلى ذلك ما في الصوم من تقوية الإرادة لقهر النفس لشهوتها الدنية و كبح رغباتها و صدع ميولها و غلبة سلطانها و الصمود امام اندفاعاتها الفاسدة و شهواتها الدنية هذا ما استطاع أن يتوصل إليه الفكر في فوائد الصوم الروحية بعد الاستقراء و أدركه العقل بعد التدبر و التفكير و الا فله فوائد و منافع تقصر دون احصائها دقائق لطائف البصائر و يحتجب دون ادراكها هواجس الافكار و الخواطر.اما فوائده البدنية فقد ذكر علماء الطب انه بالصيام تصح الأجسام و في الحديث الشريف(صوموا تصحوا)و انتهت إلى هنا مقابلة المنار لسماحته.

مقابلة اذاعية تلفزيونية

ذكرت صحيفة الفجر الجديد بعددها 1604 بتاريخ 18 صفر سنة 1387 هـ 28 مايس 1967 م و صحيفة البلد بالتاريخ المذكور و صحيفة الثورة بالتأريخ المذكور و صحيفة المنار بالتاريخ المذكور و صوت العرب بالتاريخ المذكور و صحيفة الجمهورية بالتاريخ المذكور انه في مقابلة اذاعية تلفزيونية اجرتها بعثة التوجيه المعنوي التابعة لمديرية التدريب العسكري مع آية الله العظمى المجتهد الأكبر للإسلام و المسلمين المرجع الديني الإمام علي كاشف الغطاء قد جاء في كلمته بأنه قد صرح غير مرة بان من الخطأ أن يعزى موت الأمة إلى الظروف و الاقدار و إنما تموت بخذلان ابنائها لها في اوقاتها الحرجة.و لو قدر ان بعث نبينا محمد ( في هذا الظرف فاول ما سيامر به هو الجهاد عن هذه البقعة المقدسة بل ان الذي نؤمن به أيضا ان المسيح ( لو قدر أن بعث لما سكت عن هذه المأساة و هذا التعدي الفاحش و لأمر بالجهاد لاسترجاع هذه البقعة لأربابها و اهلها المؤمنين.

طلب منظمة فتح لفتوى بالجهاد بواسطة ديوان الاوقاف

اسم الکتاب : بين جامعة الامام الشيخ علي کاشف الغطاء في النجف و مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة المؤلف : کفائی، محمد کاظم    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست