ولو تنبهت فينا حاسة السمع اكثر مما هي عليه
فربما سمعنا اصواتاً لاتخطر على بالنا وهنا ما اشارت اليه روايات الأئمة الهداة[1] ان في السماء جنداً لاتسمعون
تسابيحهم وقال الله تعالى: تسبح له السموات السبع
والأرض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم
الاية[2] وفي
العدول عن (لاتسمعون) الى قوله (لا تفقهون) بغية غامضة وسر مصون يدرك[3] من ورائها العارف المتبحر الراسخ
في العلم ذلك المعنى الذي المعنا اليه من عجز الجهاز السمعي عن الاحساس بتلك
التسابيح وقصوره في درجة التكوين عن ادراكها.
**************************************
( (كيف تتكون الحروف والحركات والالفاظ؟))
ان الحروف الهجائية في كل لغة تنشأ من الاحوال التي تطرأ على الهواء
اثناء مروره في الاعضاء السالفة الذكر ويتنوع اللفظ بحسب حركاتها الارادية من فتح
الفم ومّد الشفتين او قصرهما لابعاد فتحة الفم من الحنجرة او تقريبها اليها في
اثناء التلفظ وحركة الفك الاسفل واللسان وشراع الحنك والخدود بصور مختلفة ومن ذلك
يتغير شكل جوف الفم في فتحتيه الامامية والخلفية ومن هذه التبدلات تتغير نغمات
الصوت المزماري ورنينه فنحس بنوع خاص من الصوت[4]
فالاصوات تتنوع نغماتها الى ما نسميه حرفاً والنغمات تختلف نبراتها الى مانسميه
حركة من تطورات اجواف الفم بصور مختلفة خلال التصويت.