responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل المؤلف : علی بن عبدالکافی سبکی    الجزء : 1  صفحة : 33

الناظم أن الله يفعل فعلا في ذاته فيكون محلا للحوادث ، تعالى الله عن قوله ، فنسب إلى جهم خلاف قوله وأنه قول بلا برهان .

وهذا الناظم لا يعرف حقيقة البرهان ثم قال : ( والجبر مذهبه ) إن أراد نفس جهم فهو ليس بموجود والكلام معه ضياع ، وإن أراد الاشعري فقد كذب في قوله ( إن الجبر مذهيه ) ثم قال : ( لكنهم حملوا ذنوبهم على رب العباد ) هذا كذب أيضا عليهم فإن الجبرية يقولون إنالله تعالى يعذب من يشاء بذنب وبغير ذنب ، له ذلك ( لا بسأل عما يفعل ) [1] وقوله : ( وتبرأوا منها وقالوا إنها أفعاله ما حيلة الانسان ) ما يتبرأ منها على هذه الصورة إلا ملحد ، والذى يعتقد ذلك يقول إنه تعالى يفعل ما يشاء وأطال الناطم في هذا كثيرا .

بجهل وصبية أو تقليد لمن هو مثله

أدت إلى كفر ، كمن زعم أن لمعبوده صورذ أو أن له حدا ونهاية أو أنه يجوز عليه الحركة والسكون .

ولا إشكال لذى لب في تكفير الكرامية مجسمة خراسان في قولهم إنه تعالى جسم له حد ونهاية من تحته وأنه مماس لعرشه وأنه محل الحوادث وأنه يحدث فيه قوله وإرادته اه‌ ( راجع الفتارى الحلبيات في أجوبة المؤلف عن 64 مسألة سأله عنها الشهاب الاذرعى ) وكثيرا ما ترى الناظم يلهج بقيام الافعال الحادثة بالله تعالى وينطق بلوازم الجسمية والتشبيه بكل صراحة وفى مثله قال القائل : [1] كم تزرع التشبيه في سنخ القلوب فما انزرع فاهجر دمشق وأهلها واسكن ببصرى أو زرع فهناك يمكن أن يصدق ما تقول ويستمع وحق أمصار المسلمين أن لا تروج فيها أمثال تلك الاباطيل ، وإن ترج فإنما تروج في مثل بصرى بلد ابن زكنون أو زرع بلد الناظم أو تلك القفار التى لا يشع فيها نور غبر نور الشمس .


[1] الاية : 23 من سورة الانبياء .

اسم الکتاب : السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل المؤلف : علی بن عبدالکافی سبکی    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست