اسم الکتاب : الانوار العلويه المؤلف : النقدي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 281
الأنبياء فيهم من له منزلة كمنزلتك وقد أمرت الارض ان تطيعك ، فأمرها بأمرك .
فأخذ النبي ( ص ) بيد فاطمة وولديها عليهم السلام وصعد بهم على دار
سعد بن عبادة وصاح بأعلى صوته : يا ارض إنقشعي ، فانقشعت بقدرة الله تعالى ،
فمد النبي ( ص ) عينيه وكذلك فاطمة وولديها عليهم السلام وصار بين النبي (
ص ) وبين علي " ع " قدر رمية سهم ، فنظر النبي ( ص ) الى الامام عليه
السلام وقد دارت به الجن والشياطين وهو يضرب فيهم ويثب عليهم كأنه الأسد .
قال عمار : فسمعت النبي ( ص ) وقد كبر وقال : يا علي الثعبان الكبير
عن يمينك ، وكان علي بمينه ، فكشف الله عن أبصار المسلمين حتى تبين لهم ما
سمعوا فنظروا إليه وقد هم به الثعبان ان يبتلعه ! فصاح به الامام عليه
السلام صيحة عظيمة أذهلته ، فالتقاه بذي الفقار وضربه ضربة على وسطه فقده
نصفين ، فكبر الامام عليه السلام ثلاث تكبيرات وكبر المسلمون .
فعند ذلك خمدت النيران وانكشف الدخان وظهر اشخاص بصنوف مختلفة الصور
واللغات وعلي " ع " يضرب فيهم يمينا وشمالا وينادي : يا جمع الشياطين ان
معي ربي ينصرني ويخذلكم فلما عاينوا ذلك منه نادوا : يا أمير المؤمنين
الامان الامان ارفع سيفك عنا ، إبعد عنا بأسك ، فقال لهم أمير المؤمنين " ع
" : وعيش عاش فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا كان ذلك ابدا ،
حتى تقولوا قولا مخلصا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ،
فقالوا بأجمعهم يا أمير المؤمنين ارفع سيفك عنا فنحن نقول : أشهد أن لا
أله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .
فعند ذلك رفع السيف عنهم وسر بإسلامهم سرورا كثيرا ، وسر النبي ( ص
)بسلامة ابن عمه وكذلك فاطمة وولداها عليهم السلام ، ونزلوا من على الدار
فرحين لما عاينوا من نصر الامام ( ع ) .
ثم طلع الامام ( ع ) الى أصحابه وهو مسرور ووجهه يشرق كالبدر عند
تمامه وكماله ، فلما عاينوه جعلوا يقبلون يديه ويهنونه بالسلامة ، وفرح
القوم الذين حول القصر بقتل الثعبان .
اسم الکتاب : الانوار العلويه المؤلف : النقدي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 281