اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد الجزء : 2 صفحة : 159
الفضة التي في السيف .
وكذلك الامر في بيع السيف المحلى بالذهب ، لانهم رأوا أن الفضة التي
فيه أو الذهب يقابل مثله من الذهب أو الفضة المشتراة به ، ويبقى الفضل
قيمة السيف .
وحجة الشافعي عموم الاحاديث والنص الوارد في ذلك من حديث فضالة بن
عبد الله الانصاري أنه قال أتي رسول الله ( ص ) وهو بخيبر بقلادة فيها ذهب
وخرز وهي من المغانم تباع ، فأمر رسول الله ( ص ) بالذهب الذي في القلادة
ينزع وحده ، ثم قال لهم رسول الله ( ص ) : الذهب بالذهب وزنا بوزن خرجه
مسلم وأما معاوية كما قلنا فأجاز ذلك على الاطلاق .
وقد أنكره عليه أبو سعيد وقال : لا أسكن في أرض أنت فيها .
لما رواه من الحديث .
المسألة الثالثة : اتفق العلماء على أن من شرط الصرف أن يقع ناجزا .
واختلفوا في الزمان الذي يحد هذا المعنى ، فقال أبو حنيفة والشافعي :
الصرف يقع ناجزا ما لم يفترق المتصارفان تعجل أو تأخر القبض ، وقال مالك :
إن تأخر القبض في المجلس بطل الصرف وإن لم يفترقا حتى كره المواعدة فيه .
وسبب الخلاف : ترددهم في مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام إلا هاء
وهاء وذلك أن هذا يختلف بالاقل والاكثر ، فمن رأى أن هذا اللفظ صالح لمن لم
يفترق من المجلس ، أعني أنه يطلق عليه أنه باع هاء وهاء قال : يجوز
التأخير في المجلس .
ومن رأى أن اللفظ لا يصح إلا إذا وقع القبض من المتصارفين على الفور
قال : إن تأخر القبض عن العقد في المجلس بطل الصرف لاتفاقهم على هذا
المعنى لم يجز عندهم في الصرف حوالة ولا حمالة ولا خيار ، إلا ما حكي عن
أبي ثور أنه أجاز فيهالخيار .
واختلف في المذهب في التأخير الذي يغلب عليه المتصارفان أو أحدهما ،
فمرة قيل فيه إنه مثل الذي يقع بالاختيار ، ومرة قيل إنه ليس كذلك في
تفاصيل لهم في ذلك ليس قصدنا ذكرها في هذا الكتاب .
المسألة الرابعة : اختلف العلماء فيمن اصطرف دراهم بدنانير ثم وجد
فيها درهما زائفا ، فأراد رده ، فقال مالك ينتقض الصرف ، وإن كانت دنانير
كثيرة انتقض منها دينار للدرهم فما فوقه إلى صرف دينار فإن زاد درهم على
دينار انتقض منها دينار آخر ، وهكذا ما بينه وبين أن ينتهي إلى صرف دينار .
قال : وإن رضي بالدرهم الزائف لم يبطل من الصرف شئ .
وقال أبو حنيفة : لا يبطل الصرف بالدرهم الزائف ، ويجوز تبديله إلا
أن تكون الزيوف نصف الدراهم أو أكثر ، فإن ردها بطل الصرف في المردود .
وقال الثوري : إذا رد الزيوف كان مخيرا إن شاء أبدلها أو يكون شريكا له بقدر ذلك في الدنانير : أعني لصاحب الدنانير .
وقال أحمد : لا يبطل الصرف بالرد قليلا كان أكثيرا .
وابن وهب من أصحاب مالك يجيز البدل في الصرف ، وهو مبني على أن
الغلبة على النظرة في الصرف ليس لها تأثير ولا سيما في البعض ، وهو أحسن .
وعن الشافعي في بطلان الصرف بالزيوف قولان ، فيتحصل لفقهاء الامصار في هذه المسألة أربعة أقوال : قول بإبطال الصرف مطلقا
اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد الجزء : 2 صفحة : 159