responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوهّابيّون والـبيوت المـرفوعة المؤلف : السنقری الحائری، محمدعلی    الجزء : 1  صفحة : 75

ولا شكّ أنّ حسن التوسل إنّما يحكم به الادلة الاربعة، من الكتاب والسنة والإجماع والعقل، بل وعرف العادات في الملوك والسلاطين.

وهل العبادات والطاعات إلا القربات والوسائل لنيل المثوبات؟!

أو لا ترى أنّ لرفع الحاجات الى الله وسائل واقعية، من الدعاء والإلحاح ونوافل الصلوات والصدقات وأنحاء القُرُبات، من الذبائح والتوسّلات.

وذلك لأنّها جرت عادة الله في الاُمور مجرى العرف والعادة بتوسّط الأسباب والمسبّبات، فجعل للعقاقير دخلاً في الاسشفاء بها وأثراً في عالم الطبيعة، وهو خالق الطبيعة وجاعل آثارها فيها.

ولكلّ نفل من العبادة خواصّ وآثار تزداد لفاعلها آثارها، وهو تعالى يقدر على إعطائها بدونها، مع علمه بحوائج عباده ولطفه الشامل لخلقه، وجواز قضائها وإنجاحها بعلمه من غير توسيط تلك الوسائل، ولولا ذلك لزم إلغاء كثير من العمومات الآمرة بها، ولكان الأمر بها لغواً وعبثاً، تعالى الله عن ذلك عُلُوّاً كبيراً.

مع ان المشهود من الإجابة بتوسيطها ضروريّ محسوس لاينكره إلا مكابر.

ولا يتخلّف المشروط بها إذا لم يكن محتوماً، وكان موافقاً لحكمته ومشيّته تعالى، كما أنّها ربما تتخلّف إن بلغت المسمى المحتوم، كما قال (عليه السلام): (يامن لاتبدِّل حكمته الوسائل).

ألـم تـر أنّ الله قـال لمـريم ^ وهزّي اليك الجذع تساقط الرطب

فلو شاء أن تجنيهِ من غير هزة ^ جنته ولكن كل شـيء له سـببْ

فمن شدة رافته تعالى بعباده جعل لهم وسائل بينه وبينهم، ليتشفعوا للمرتضين منهم بإذنه، وللمتخذين عهد التوحيد والإيمان به بكرمه ورحمته، كما قال: ﴿ولا يشفعون الا لمن ارتضى، أو ﴿من اتخذ عند الرحمن عهد.

اسم الکتاب : الوهّابيّون والـبيوت المـرفوعة المؤلف : السنقری الحائری، محمدعلی    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست