وروى في المعجزات والروضة والدلائل عن ابن عقدة والحارث بن الأعور
وغيرهما قالوا : رأينا شيخا باكيا وهو يقول : أشرفت على المائة وما رأيت
العدل إلا ساعة ، فسئل عن ذلك فقال : أنا حجر الحميري وكنت يهوديا وأبتاع
الطعام ، فقدمت يوما نحو الكوفة ، فلما صرت بالقبة المسبخةفقدت حمري ،
فدخلت الكوفة إلى الأشتر فوجهني إلى أمير المؤمنين فلما رآني قال : يا أخا
اليهود إن عندنا علم البلايا والمنايا ما كان أو يكون ، أخبرك أو تخبرني
بماذا جئت ؟ فقلت : بل خبرني .
فقال اختلست الجن مالك في القبة فما تشأ ؟ قلت : تفضلت علي آمنت بك ، فانطلق معي حتى أتى القبة وصلى ركعتين ودعا بدعاء وقرأ
﴿ يرسل عليكما شواظ من نار ﴾
[3] الآية ، ثم قال : يا عبد الله ما هذا العبث ، والله ما على هذا بايعتموني وعاهدتموني يا معشر الجن .
فرأيت مالا يخرج من القبة ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد
أن محمدا رسول الله ، وأشهد أن عليا ولي الله ، ثم إني لما قدمت الآن
وجدته مقتولا .