فرق : النبي عليه السلام بنى أفعاله على ظاهر الحال ، حيث كانت
صالحة في فتح الأبواب للصحابة ، وفي إعطاء الراية ودفع الآيات من براءة
لأبي بكر ، لأنه صلى الله عليه وآله لا يعلم البواطن ولا يعلمها إلا الله
سبحانه وتعالى ، وسد الأبواب وأخذ الآيات من أبي بكر بوحي من الله الجليل ،
كما نقله الفريقان ، وقد تقدم ذكره بمواطنه .
فكان فعله على ظاهر الحال ، وفعل الباري سبحانه وتعالى في المنع على باطن الحال لا على ظاهره .
فعلم من صلاح باطن علي عليه السلام ما لم يكن حاصلا للممنوع .
ولو لم يكن الأمر كذلك وإلا كان اختصاصه عليه السلام بذلك دون غيره عبثا .
ويتعالى فعل القديم سبحانه عن ذلك ، لأن العبث نقص والنقص محال على الله .
ومن قال بتحسين الفعل وتقبيحه قال : العبث قبيح ، والله عالم بقبحه وغني عنه ، وكل من كان كذلك امتنع صدور العبث منه .
وبدليل ما مدح به نفسه ونزهها عنه بقولها عنه بقوله تعالى
( أفحسبتم أنما خلقنا كم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )