فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ما أغناه عن الرأي في
هذا المكان ، أما علم أن الكلالة هم الإخوة والأخوات من قبل الأم والأب ومن
قبل الأب على الانفرادومن قبل الأم أيضا على حدتها ، قال الله تعالى
( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد )
ولا ريب عند كل منصف ممن نظر في العلوم أن أمير المؤمنين عليه
السلام هو عمادها المعتمد عليه ورأسها المنقاد إليه ، لأن العلوم عنه أخذت .
وقد ذكرت في الفصل الثاني عشر انتساب أهل كل علم إليه وأخذهم عنه واقتباسهم منه .
واعلم أن كل من حصل له التبريز في علم من العلوم فعن علي بن أبي
طالب عليه السلام أخذ ، وبه اقتدى ، وعلى قوله اهتدى ، ومن قليب علمه
الجليل اغترف ماؤه ، وإلى معانيه الدقيقة يعزى بهاؤه .
ألم تر أن عبد الحميد كاتب بني أمية لما كتب كتابه المشهور إلى أبي
مسلم الذي كان يحمله جمل ، قيل له : من أين لك هذه البلاغة ؟ قال : من حفظي
لألف خطبة من خطب أصيلع بني هاشم - يعني به عليا عليه السلام -