فمثل كلامه عليه السلام مستحيل أن يطرق المسامع ، والدهر بإيجاده لغيره عقيم غير طائع .
فهو الواجب التقدم بعد النبي صلى الله عليه وآله بلا فصل ، بالنظرالصحيح والدليل الريح [3] .
وأبين ذلك بيانا واضحا صحيحا مكشوفا أشهر من الشمس وأوضح من الصبح ،
بالآيات الإلهية والأخبار النبوية الواردة من طريق الفرقة المحقة الإثني
عشرية وطريق أصحاب المذاهب الأربعة ، ليظهر الحق بقول الفريقين ومن كلي
الطريقين ويرتفع عنه الشك ، حيث هو مستنبط [4] من القرآن العظيم وكلام
الرسول الكريم وبالدلائل العقلية ، وهي أولى بالتقدم ، لأن السمع فرع على
العقل ، وسأذكر ذلك على ما يقتضيه الحال إنشاء الله تعالى .
وقد جمعت أخباره من مواضع متفرقة ومظان متباعدة ومذاهب مختلفة وآراء
متشعبة ، ربما بلغ عدد الكتب المنقول منها والمشار إليها ألف كتاب أو
يقاربها .
[2]العبق : الذي تفوح منه رائحة الطيب ، وعبقة نبوية أي نفحة من النفحات النبوية الطيبة .
3 - الأدلة العقلية والنقلية أطبقت على أن عليا امير المؤمنين عليه
السلام مقدم بعد النبي صلى الله عليه وآله على غيره من المسلمين ، فهو في
جهاده بمحضر النبي الكريم وتفانيه في صدر الاسلام وفي علمه وتقاه مقدم
باتفاق الأئمة على سائر الصحابة وعظماء أوائل المسلمين .