وبعد : فإني عزمت على تصنيف كتاب كبير بسيط في الإمامة والمناقب
يكون هذا الكتاب كالجزء منه أو كالمدخل إليه ، فعاقت دونه العوائق من
محاجزةالإيام ( 3 ) ومماطلة الأزمان ، فرأيت أن الأخذ في القليل خير من
تمني الكثير ، فإن أمهل الله الكريم أستأنف الكلام المشبع في المستقبل
إنشاء الله تعالى .
وها أنا ذاكر في هذا الكتاب من دلائل أمير المؤمنين علي بن أبى طالب
صلوات الله عليه ومناقبه قليلا من كثير وقطرة من بحر غزير ، لأن دلائله
ومناقبه وفضائله وسوابقه يعجز عن حصرها باع الإحصاء لأنه سيد الأوصياء ،
وبعد النبي صلى الله عليه وآله أجل من فوق رقعة الغبراء ( 4 ) ، أبو الأئمة
الكرماء ، العالم الرباني ، الذي أعطته الحكمة مقاليدها ( 5 ) ، وخلعت
عليه صور الكمالات جدودها ( 6 ) .