اسم الکتاب : مجموعه رسائل فقهيه و اصوليه المؤلف : الشيخ مرتضى الأنصاري الجزء : 1 صفحة : 63
عرفت الكلام على مثله فى التقليد الابتدائى مع ان الاستصحاب يوجب جواز
الابتداء أيضا و دعوى خروجه بالاجماع , شطط لان الاجماع ان استفيد من
الفتاوى فقد عرفت ظاهر كلماتهم فى فتاويهم و موارد اجماعاتهم و
استدلالاتهم و ان اخذ من غير ذلك فلا يعبأ بدعوى من يدعى الاجماع مع
مخالفته لظواهر ما ذكرنا من الاصحاب , و ربما يتمسك بالسيرة
المستمرة من زمان أصحاب الائمة عليهم السلام فانا لم نسمع بمن اعتبر
أمر الناس بالعدول بعد موت قائلة ولا أحد أعدل كذلك مع توفر دواعى
نقله .
و فيه ان فتاوى أصحاب الائمة عليهم السلام على ضروب أحدهما ما
يعلم كونه مأخوذا من الرواية المعتبرة المنقولة فيؤخذ كما يؤخذ
الرواية و يصنع كما يصنع كما حكى غير واحد مثل ذلك فى فتاوى على ابن
بابويه ( ره ) و كذلك فى فتاوى الشيخ ( قده ) حيث ذكروا ان من تأخر
عنه من العلماء مقلدون له فان المراد بالتقليد فى ذلك نظير قوله عليه
السلام فللعوام ان يقلدوه [1] مع انه فى مقام تجويز أخذ الخبر و
الحكاية عن العلماء .
و منها ما كان من قبيل الرواية المنقولة بالمعنى مع اطمينان السامع
بعدم وجود المعارض له و عدم صدوره تقية لحسن ظنه بمن اخذ منه فيحصل
الاجتهاد من نفس ذلك الخبر من غير حاجة الى شىء آخر و كأن من اوجب
الاجتهاد عينا لاحظ ذلك و لاحظ سهولة تحصيل الاجماع فى الاجماعيات .
و منها ما يفيد القطع للسامع خصوصا اذا كان ممن لا يلتفت الى
الاحتمالات كالعوام و النسوان .
و منها ما يكون بطريق محض التقليد مع عدم القطع بل الظن أيضا
بمطابقته للواقع .