اذا كان الحق له , كما وصف بالفلاح من اذا دعى الى الله و رسوله ليحكم بينه و
بين خصمه اجاب و اطاع , فقال عز من قائل :
( و اذا دعوا الى الله و رسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون و ان يكن
لهم
الحق ياتوا اليه مذعنين افى قلوبهم مرض ام ارتابوا , ام يخافون ان يحيف الله
عليهم و رسوله بل اولئك هم الظالمون)
. [1]
فقد افاد بالتحليل ان الاعراض عن محكمة الرسول انما هو ناش عن الظلم .
و قال تعالى :
( انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله و رسوله ليحكم بينهم ان يقولوا
سمعنا و اطعنا و اولئك هم المفلحون)
. [2]
فقد افاد ان الفلاح يقتضى الانقياد لله و رسوله , و سر ذلك ان المؤمن قد بايع
الله و رسوله , و مقتضى البيعة انه قد باع نفسه و جميع ما يملك من الاهل و
المال لله و رسوله , فهو لا يملك نفسه و لا شيئا مما يضاف اليه لانه قد باعها
لله و الرسول , فليس له ان يتصرف فى نفسه او ما يعود اليه الا برضى الله و
رسوله , و لذا قال تعالى :
( و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة اذا قضى الله و رسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من
امرهم و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا بعيدا)
. [3]
و كما ان المؤمن ليس له الخيرة فى التحاكم الى الله و رسوله لانه متعين عليه ,
كذلك ليس له الخيرة فى امره بعد صدور حكمهما عليه , فان عدم الأذعان الى
حكمهما عصيان و ضلال .