صلى الله عليه و آله قل ثم افاد فى الكريمة قربة من عباده .
و لقد اجاد سيدنا الاستاذ العلامة الطباطبائى قدس سره فى تفسيره القيم (
الميزان ) بقوله : احسن بيان لما اشتمل عليه من المضمون و ارق اسلوب و اجمله
فقد وضع اساسه على التكلم وحده دون الغيبة و نحوها و فيه دلالة على كمال العناية
بالامر ثم قوله عبادى آه و لم يقل الناس و ما اشبهه يزيد فى هذه العناية ثم
حذف الواسطة فى الجواب حيث قال فانى قريب و لم يقل فقل انه قريب ثم
التأكيد بان ثم الاتيان الصفة دون الفعل الدال على القرب ليدل على ثبوت القرب
و دوامه ثم الدلالة على تجدد الاجابة و استمرارها حيث اتى بالفعل المضارع
الدال عليهما ثم تقييد الجواب اعنى قوله اجيب دعوة الداع بقوله اذا دعان
و هذا القيد لا يزيد على قوله دعوة الداع المقيد به شيئا بل هو عينه و فيه
دلالة على ان دعوة الداعى مجابة من غير شرط و قيد كقوله تعالى( ادعونى
استجب
لكم) [1] فهذه سبع نكات فى الاية تنبى ء بالاهتمام فى امر استجابة الدعاء
و العناية بها مع كون الاية قد كرر فيها على ايجازها ضمير المتكلم سبع مرات و
هى الاية الوحيدة فى القرآن على هذا الوصف انتهى [2] 0
فهذه هى المرحلة الاولى التى يثبت فيها اصل قربه تعالى من عباده و المرحلة
الثانية ما يثبت فيها كونه تعالى اقرب الى الانسان من الذين يحومون حوله حيث
قال( : و نحن اقرب اليه منكم و لكن لا تبصرون) [3] و المرحلة
الثالثة
ما يثبت فيها كونه تعالى اقرب الى الانسان من حبل وريده حيث قال( و نحن
اقرب اليه من حبل الوريد) [4] و المرحلة