عن الزوال بل هو باق ما بقى الدهر كما كان موجودا فيما تقدم من الدهور الغابرة و
الايام الخالية منذ كان على الارض انسان اذ لابد لكل انسان من دين الهى و لا دين
الهى الا الاسلام حيث يقول الله
( ان الدين عند الله الاسلام) [1] .
فالذى يهمنا الان هو بيان هذين الاصلين اى كلية الاسلام و دوامه اولا و بيان كون
الحج من حيث انه من مبانى الاسلام الهامة صالح لتجلى ذينك الاصلين فيه بل هو من
اهم مظاهر ذلك ثانيا .
اما الاول فالقرآن ينادى بان الدين عند الله هو الاسلام و ان غيره من الاديان
منحولة مردودة
( و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه) [2] و انه مطابق للفطرة الالهية
( التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم)
[3] .
و كذا يهتف بان الله تعالى
( نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا)
[4] و بانه
( ذكر للعالمين)
[5] و يصرح بانه لا هادى الا الله
( و كفى بربك هاديا و نصيرا) [6]
( قل ان هدى الله هو الهدى) [7] .
بل القرآن فى بادى ء امره قد اعلن فى عتائق سوره بهذين الاصلين اى الكلية و
الدوام حيث يقول
( ان هو الا ذكر للعالمين) [8] حيث يدل