يبقى له بدونها الا الاسم العارى عن المسمى و من تلك المبانى الحج حيث يقول
مولينا محمد بن على عليه السلام( : بنى الاسلام على خمس الصلاة و الصوم و الزكاة
و الحج و الولاية) [1] فمن ترك الحج متعمدا فقد هدم ركنا من اركان دينه
الالهى فينهدم معه الاسلام الكامل و لذا قال تعالى فى تركه عامدا . . .
( و من كفر فان الله غنى عن العالمين)
.
حيث عبر عن تركه العمدى بالكفر فتارك الحج عمدا كافر عملا و ان لم يكن كافرا
ايمانا و اعتقادا .
و حيث ان الحج من مبانى الاسلام فجميع ما ورد فى شأنه لابد و ان يتبلور فى الحج
و يكون الحج ممثلا اياه و مجلى لظهوره .
و من اعلى اوصاف الاسلام و اهمها امران : احدهما الكلية , و ثانيها الدوام ,
يعنى ان الاسلام دين الهى كلى يسع جميع افراد الانسان من الاسود و الابيض و الاحمر و
غيرهم اذ الناس فيه سواسية كاسنان المشط و كذا القبائل و الشعوب فيه شرع سواء
بحيث لا يشذ من ذلك احد و لا يغيب منه قوم و لا يعزب منه شعب و هكذا يسع عمود
الزمان غابره و قادمه الى يوم القيمة .
فهو كلى جامع للافراد و الشعوب باسرهم و دائم باق فى امتداد الزمان الى
انقضائه بطى ما هو عامله و قبض ما هو موضعه اى السماء و الارض حيث يقول تعالى
يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب و يقول تعالى و السماوات مطويات بيمينه و
الارض قبضته يوم القيمة .
فلا يبليه الدهر و لا يدرسه الليالى و الايام بل هو كل يوم غض و طرى لا ميز فيه
بين السابق من الزمان و اللاحق منه لانه امر الهى مسيطر على الزمان و مهيمن على
الحركة و فائق على المادة فيكون مصونا