فليقصد هذا البيت و ليجعله اماما يأتم به و قدوة يقتدى بها و مقصدا يطلبه لان فى
ضوئها خير الدنيا و الاخرة لان فى قيامها قيام الدين و بقيام الدين ينتفع فى
الدارين و من اهم مظاهر الائتمام بالكعبة هو الحج بمناسكه و الطواف حولها
باشراطها و الهدى البالغ اياها و نحو ذلك .
و مما تقدم تبين سر ما ورد عن النبى صلى الله على و آله من ان( : ايسر ما
يعطى من ينظر الى الكعبة ان يعطيه الله بكل نظرة حسنة و يمحى عنه سيئة و يرفع له
درجة) [1] و عن مولينا الصادق عليه السلام النظر الى الكعبة عبادة [2] و
هكذا ما ورد عنه عليه السلام من التبرك بثياب الكعبة يجعلها للمصاحف [3] و
غير ذلك و ان الدخول فيها ( اى فى الكعبة ) دخول فى رحمة الله و الخروج منها
خروج من الذنوب معصوم فيما بقى من عمره مغفور له ما سلف من ذنوبه و ان الداخل
فيها يدخل و الله راض عنه و يخرج عطلا من الذنوب .
و هكذا ما ورد عن مولينا على بن ابيطالب عليه السلام( . . . و الله الله فى
بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم فانه ان ترك لم تناظروا) [4] لان ترك بيت
الله و هجره بمنزلة سقوط العماد الذى يسقط معه المتكى به فينكب عن الصراط
( عن الصراط لناكبون)
[5] و يهوى و يسقط
( و لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى و من يحلل عليه غضبى فقد هوى)
[6] .
و ما ورد عن مولينا محمد بن على الباقر عليه السلام( : لا ينبغى لاحد ان يرفع
بناء فوق الكعبة) [7] فكما ان الاسلام يعلو و لا يعلى عليه