أم عمارة أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فأتى بإناء فيه ماء
قدر ثلثي المد وفي رواية ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم في
مستدركه من حديث عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بثلثي مد
من ماء فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
وذكر روايات كثيرة مختلفة ثم قال قال النووي قال الشافعي وغيره من العلماء
الجمع بين هذه الروايات أنها كانت اغتسالات في أحوال وجد فيها أكثر ما
استعمله وأقله فدل على أنه لا حد في قدر ماء الطهارة يجب استيفاؤه ثم قال
الاجماع قائم على ذلك انتهى قلت في دعوى الاجماع كلام كيف وقد عرفت مذهب
ابن شعبان وبعض الحنفية باب كراهية الاسراف في الوضوء 57 - قوله ( نا أبو
داود ) هو الطيالسي واسمه سليمان بن داود بن الجارود الفارسي مولى الزبير
الطيالسي البصري أحد الأعلام الحفاظ روى عن ابن عوف وهشام بن أبي عبد الله
وخلائق وعنه أحمد وابن المديني وابن بشار وخلق قال ابن مهدي أبو داود أصدق
الناس وقال أحمد ثقة يحتمل خطؤه وقال وكيع جبل العلم مات سنة 402 أربع
ومائتين عن إحدى وسبعين كذا في الخلاصة وقال في التقريب ثقة حافظ غلط في
أحاديث ( نا خارجة بن مصعب ) أبو الحجاج السرخسي متروك وكان يدلس عن
الكذابين ويقال إن ابن معين كذبه قاله الحافظ ( عن يونس بن عبيد ) العبدي
مولاهم أبو عبد الله البصري أحد الأئمة وثقة أحمد وأبو حاتم ( عن الحسن )
هو البصري ( عن عتي ) بضم أوله مصغرا ثقة من الثالثة قوله ( أن للوضوء
شيطانا ) أي للوسوسة فيها ( يقال له الولهان ) بفتحتين مصدر وله يولهولهانا
وهو ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد وغاية العشق سمي بها شيطان الوضوء
إما لشدة حرصه على طلب الوسوسة في الوضوء وإما لقائه الناس بالوسوسة في
مهواة الحيرة حتى يرى صاحبه حيران ذاهب العقل لا يدري كيف يلعب به الشيطان
ولم يعلم هل وصل الماء إلى العضو أم لا وكم مرة غسله فهو بمعنى اسم الفاعل
أو باق على مصدريته للمبالغة كرجل عدل قاله