من الكتاب الكريم والشريعة المشروعة ، والسنن المفروضة ، والرسوم
الدينية ، والاقوال المهذبة ، ممكنا الزيادة فيه والنقصان منه ، وفي
الاستطاعة تغيير رسومه وأحكامه ، والاحداث فيه .
وكان إذا كان ممكنا [1] الزيادة فيه والنقصان منه ، وفي الاستطاعة
تغيير رسومه وأحكامه إذا زيد أو نقص ، أو غير أدى ذلك إلى الجور والظلم
والعسف ، وامتداد أيدي الظلمة للمحظورات ، ومصيره علة لظهور الضلالات ،
وعموم الخوف وعدم الامن ، وجب من طريق الحكمة أن يكون بها موكلا من يحفظها
على وجهها ، ويمنع من الزيادة والنقصان ، والتغيير منه ، ويجري بالامامة
على سننها فتكون أوامر [2] الله طرية ، وكلمته عالية ، وشأفة الشر
مستأصلة ، والموكل هو الامام المختار من جهة الله تعالى [3] .
إذا الامامة واجبة .
البرهان الثالث : لما كان ما جاء به النبي ( صلعم ) من التنزيل
والشريعة بلغة العرب ، وكان ذلك مقدرا على احتمال معان شتى ، إذ كانت
اللفظة الواحدة من كلام العرب تؤدي معاني شتى كثيرة ، لكونه أمثالا تحتمل
معان ، ورموزا تؤدي أغراضا ممكنا ان كان يؤول كل آية ، وكل خبر حسب ما
يريده المؤول ، ومطردا ذلك في العقول على حسب ما نشاهده من الامة في تفرد
كل فريق منها في آية من القرآن وخبر من الاخبار استدلالا على صحة نحلته ،
بمعنى غير المعنى الذي يستدل به الفريق الآخر على صحة مذهبه ، مثل قول الله
تعالى :