وبهذا التوازن بنى الاسلام اقتصاده الخلاق فليس للمسلم أن يضيق على
نفسه ويمسك يده، وليس له أن يسرف ويطلق العنان لرغباته، فان كلا الامرين لا
يقرهما الاسلام بحال.
من الخطوط الرئيسية في الاقتصاد الاسلامي حرمة كنز الاموال
وادخارها، وعدم إخراج الحقوق المفروضة منها فان ذلك يوجب الاخلال بالاقتصاد
العام، وتعريض البلاد للازمات الاقتصادية، وقد توعد تعالى المكنزين بأن
أموالهم ستكون في الآخرة ناراً تحرق أجسامهم، وتكوي جنوبهم قال تعالى:
﴿والذين
يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل اللّه فبشرهم بعذاب أليم. يوم
يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم
لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون﴾[2]
انه ليس من الاسلام أن تحجب الأموال وتكنز ولا تستفيد البلاد منها فان ذلك
يؤدي حتماً الى شل الحركة الاقتصادية والى إضرار المسلمين، والاسلام