اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 38
ذلك ما يتصل بإيذاء الأمويين للرسول عن طريق إيذائهم لأتباعه .
ولما رأى الأمويون أن تعذيب أولئك الاتباع لم يزدهم إلا تعلقاً
بالإسلام ونبيه وأن رسول الله سائر في نهجه ـ على الرغم من مقاومتهم له
واعتدائهم على اتباعه فكر رؤساؤهم بأسلوب جديد للحد من نشاطه . فقابل وفد
منهم مكون من :
عتبة ـ أبي هند أم معاوية ـ وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس ، وأبي
سفيان ابن حرب بن أمية أبا طالب ـ عم النبي ـ ورجوه أن يطلب إلى ابن أخيه
أن يكف عن عيب آلهتهم .
غير أن أبا طالب لم يصغ إلى شكواهم فسند ابن أخيه وشجعه على المضي
في رسالته . فلجأ الامويون إلى أسلوب جديد في إيذاء الرسول فوصفوه بالسحر ،
والجنون عند من يقدم إلى مكة لصدهم عن الإيمان برسالته . فلم يجدهم ذلك
نفعاً . فانتدبوا جماعة منهم لمجاهرته بالعداوة والإيذاء ـ وفي مقدمتهم :
عتبة وشيبة إبناً ربيعة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأبو سفيان ، والحكم
بن أبي العاص ، والعاص بن وائل السهمي ـ أبو عمرو ـ وإبنا عمه نبيه ومنبه .
فاستهزأ هؤلاء بالرسول وازدروا به واسمعوه الكلام القارص ، وأروه المعاملة
الخشنة .
وكان الحكم بن أبي العاص ـ أبو مروان ـ من أكثرهم إيذاء للرسول
واستهزاء به واعتداء عليه الأمر الذي اضطر النبي ـ بعد ذلك ـ إلى نفيه
وأولاده إلى الطائف .
ولم يقتصر إيذاء الامويين للرسول على الرجال بل تعداه للنساء وفي
مقدمتهن أم جميل حمالة الحطب [1] . غير أن ذلك كل لم يجدهم نفعاً .
فعمدوا إلى مقاطعة
[1] التي نزلت في ذمها سورة من القرآن الكريم أنظر : سورة المسد : آية 4 .
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 38