اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 166
والهيثم بن الاسود النخعي ـ وكان يعتذر إليهم ـ ... وكتب في الشهود شريح بن الحارث القاضي وشريح بن هانئ الحارثي .
فأما شريح القاضي فقال : سالني عن حجر فأخبرته أنه كان صواما قواما .
وأما شريح بن هانئ الحارثي فكان يقول : ما شهدت . ولقد بلغني أن كتبت شهادتي فأكذبته ولمته . »
فهل يجيز الخلق الكريم شهادة الزور ؟
وهل يستسيغها الاسلام ؟ يهون الامر ـ على فظاعته ـ لو كان فاعله من عامة المسلمين . فكيف به وهو أمير من أمرائهم !!
وفي هذه الشهادة تزوير مضاعف :
فقد لفقت صيغتها بمجموعها كما لفقت شهادة من لم يكن حاضرا أثناء التلفيق .
وقد لفق تلك الشهادة حاكم يزعم أنه يحكم باسم « خليفة السلمين » و « امير المؤمنين » الذي ينوب في حكمه عن رسول الله .
أما الشهود ففي مقدمتهم ـ كما يلاحظ القارئ ـ : أبناء رجال يعتبرهم
كثير من المسلمين من خيار صحابة الرسول . وقد قدم بعضهم شهادته الكاذبة ـ
وأبوه ما زال حيا ـ ولم يمض على وفاة الرسول نصف قرن . فأبو بردة بن أبي
موسى الاشعري بطل التحكيم الذي « خلع » معاوية يعتبر معاوية ـ الذي خلعه
ابوه ـ اميرا للمؤمنين .
واسحق وموسى ، واسماعيل أبناء طلحة والمنذر بن الزبير يشهدون على
حجر أنه خلع الطاعة وفارق الجماعة وجمع إليه الجموع ويدعوهم إلى نكث البيعة
وخلع « امير المؤمنين » معاوية بن ابي سفيان .
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 166