responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی    الجزء : 1  صفحة : 158

ولا العرف ، ولا الذوق الانساني الرفيع .

ترى لماذا قتل عبد الملك ابن عمه بذلك الشكل الغادر ؟ لكي يحافظ على الخلافة الإسلامية التي انتهك حرمتها أبوه من قبله ؟

لماذا صلى وهو متلبس بجريمة التهيؤ للقتل ؟

أليست الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ؟

هل تنسجم الصلاة مع قتل النفس التي حرم الله ؟

ثم لماذا نثرت الدارهم على الناس مع رأس القتيل ؟ للإمعان في إفساد أخلاق الناس ؟

هل يجيز الاسلام ان يعمل « الخليفة » على إفساد أخلاق المسلمين ؟

إن الاجابة عن هذه الاسئلة تسوقنا إلى القول بأننا أمام تصرفات خلقية جاهلية وثنية حاربها الاسلام وتعهدها الامويون بالرعاية والتنشيط .

ولعل أطرف قصص الغدر وما يرافقه من التواء في الخلق عند الامويين قصة الوليد بن عبد الملك عندما أراد خلع أخيه سليمان من ولاية العهد وتحويلها لولده عبد العزيز « بعد أن أغراه على ذلك ـ ووافقه عليه ـ جملة أشخاص من المتنفذين وفي مقدمتهم الشاعر جرير وقتيبة بن مسلم الباهلي وإلى خراسان والحجاج بن يوسف الثقفي وإلى العراق » .

ومن أطرف ما نظمه جرير في هذا الصدد ـ قوله :

إذا قيــل أي النــاس خيـر خليفــة *** أشــارات إلى عبــد العزيز الاصابع

رأوه أحــق النــاس كلهـم بـهــا *** ـ وما ظلموا ـ فبايعوه وسارعوا [1]


[1] الطبري : تاريخ الامم والملوك 8 | 97 .

اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست