اسم الکتاب : البحث في رسالات عشر المؤلف : القدیري، محمدحسن الجزء : 1 صفحة : 8
الصلوات سنة و منها صلاة الطواف .
ان قلت : ان الكلية و العموم مناف لوجوب الاجتماع في الجمعة و العيدين .
قلت : نلتزم في ذلك بالتخصيص فانه ما من عام إلا و قد خص .
إن قلت : إن ورود حرف السلب على العموم يفيد سلب العموم لا
عموم السلب , و هذا سور سالبة الجزئية لا الكلية , فعلى هذا نستفيد من
الرواية أنه ليس الاجتماع في جميع الصلوات مفروضا , و بالنتيجة أن
الاجتماع في بعضها مفروض و في بعضها سنة , فلايمكن الاستدلال بها
لمشروعية الجماعة في صلاة الطواف , فان الكبرى موجبة جزئية لا كلية
.
قلت : ( أولا ) يكفي في الاستدلال سلب العموم , فان سلب
المفروضية عن عموم الصلوات و إثبات المسنونية فيما ليس بمفروض مستلزم
للمشروعية في عموم الصلوات كما لا يخفى . ( و ثانيا ) الظاهر من
الرواية عموم السلب لا سلب العموم و ذلك من وجهين :
1ـ أن السلب وارد على مفروضية الاجتماع و هذا متعلق للظرف و
المظروف عام و (( كلها )) تأكيد له , فلم يرد السلب على العموم . و
الحاصل : أن معنى الرواية سلب مفروضية الاجتماع عن كل الصلوات , و
كم فرق بين أن يقال إنه ليس الاجتماع بمفروض في كل الصلوات و بين
أن يقال إنه ليس كل صلاة جماعة بمفروض .
2ـ يستفاد من الذيل و هو جملة (( لكنه سنة )) إن السلب بنحو
العموم , فان ظاهر الضمير هو الرجوع الى نفس الموضوع المذكور في الجملة
السابقة , و مع كون السلب واردا على العموم لا يكون مرجع الضمير
مذكورا فيها بخلاف عموم السلب ,فان المرجع أيضا العموم المذكور , و كيف
كان الظهور العرفي للرواية في العموم غير قابل للانكار , و دعوى
الانصراف أو عدم كون الرواية بصدد
اسم الکتاب : البحث في رسالات عشر المؤلف : القدیري، محمدحسن الجزء : 1 صفحة : 8