اسم الکتاب : البحث في رسالات عشر المؤلف : القدیري، محمدحسن الجزء : 1 صفحة : 232
جريان الاصل في هذا النحو من الترديد , فان المفروض وقوع الشك في الحيوان
المأخوذ منه اللباس ولو كان طرفا الشك محكومين بحكم جزما , فنشير
إلى ذلك الحيوان و نقول : إن هذا المردد بين كونه غنما أو أرنبا شك
في حليته و حرمته فهو حلال , كما إذا وجدت قطعة لحم شك فيها كذلك ,
و هنا و إن اخذ اللباس من أحد الحيوانين الغير الموجودين بالفعل لكن
يمكن الاشارة المذكورة , كما لا يخفى .
الثاني : أن عنوان الحل و الحرمة في روايات اللباس قد اخذ
مشيرا إلى العناوين الواقعية كالاسد والارنب والغنم و البقر و
هكذا , فعلى ذلك ما هو موضوع للروايات غير جار فيه الاصل لعدم الشك
في شيء منها و ما هو مجرى الاصل و هو ما اخذ منه اللباس على إهماله
ليس بموضوع للروايات . و قد تقدم ما يمكنالجواب به عن ذلك , و هو أن
ظاهر العنوانين المأخوذين في الروايات دخلهما في الموضوع على النحو
الموضوعية لا الطريقية فلا يجوز الصلاة في محرم الاكل و يجوز
في
محلل الاكل , و المفروض الشك في حلية المأخوذ منه اللباس و حرمته و
الاصل الحلية .
الثالث : أن المأخوذ في الروايات الحرمة و الحلية الطبعيتان لا
الفعليتان , و قاعدة الحلية إنما تثبت الحلية الفعلية في مورد الشك
لا الطبعية إلا على القول بالاصل المثبت . و هذا جواب متين فانه لا
ملازمة بين الحرمة الفعلية و عدم جواز الصلاة , فان الصلاة في صوف
الغنم صحيح و إن لم يذك و الثابت هو الملازمة بين حرمة أكل الحيوان
بطبعه و عدم جواز الصلاة و لذا الصلاة في أجزاء الارنب لايصح و إن
كان مذكى .
و من هنا يعلم أنه لو بني على جواز التمسك بالاستصحاب في
الاعدام الازلية و جريان استصحاب عدم التذكية مع ذلك لايمكن التمسك
باستصحاب عدم التذكية لاثبات عدم جواز الصلاة , فان ما يثبت
استصحاب عدم التذكية هي الحرمة الفعلية لا الطبيعة للحيوان , و
ما هو موضوع لعدم جواز
اسم الکتاب : البحث في رسالات عشر المؤلف : القدیري، محمدحسن الجزء : 1 صفحة : 232