اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 88
ولم يرهف عزيمتك هذا الاهتمام ، والتشديد ، فرحت تحكم قواعد سياستك ، وتضع المخططات لصرف الخلافة عن أهل البيت .
لقد كنت أريد أن تخلو منكم عاصمتي حتى يصفو الأمر من بعدي لعلي
بسهولة ، فشعرتم بذلك فتأخرتم عن الألتحاق بالجيش مخافة أن يتم الامر بعدكم
لعلي فيصعب عليكم حل الخلافة وإِحداث الشغب والنزاع .
وهكذا نبذت أنت وحزبك قولي ، والقيتم الأمة في شر عظيم ونسفتم جميع المخططات التي وضعتها لسعادة الامة ونجاحها .
عهدك لعمر :
وعهدت يا أبا بكر بالخلافة من بعدك الى عمر ، كأنها
ملك لك وأنت تعهد بها إلى من شئت وقد زعمت أني تركت الامة بلا خليفة لانه
اصلاح لها ، فلماذا لم تتركها أنت من بعدك كذلك لتختار هي من تشاءه من
المسلمين ، وهل لك الوالية عليهم حتى تُعين صاحبك .
لقد نسيت او تناسيت عهدي بالخلافة إلى علي ، ثم من بعده الى
الأئمة من ولده فإنهم سفن النجاة ، وعدلاء الذكر الحكيم . لا يضل من تمسك
بهما ، ولا يهتدي الى الحق من لم ينهج في الدين نهجهما ، لن يفترقا حتى
يردا عليَّ الحوض ، وقد جعلت العترة أمانا لأهل الأرض من العذاب ، وشبهتهم
بسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق وهوى و كباب حِطة من دخله غفر
له .
فقد أبعدت عترتي ، وتأولت النصوص الصريحة التي أوجبت لهم الحق بالخلافة من بعدي .
ويسكت أبو بكر ، ولا يجد مجالا للدفاع عن نفسه ، فقد دانه النبي
صلى الله عليه وآله بما قدم له من الحقائق التي لا مجال للشك فيها وبهذا
ينتهي المطاف عن حديث ابي بكر .
الرسول صلى عليه وآله وسلم مع عمر
اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 88