اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 84
يا خليفة المسلمين
أهكذا يكون التمسك بالاعوان والانصار ، والمحسوبين ؟
أهكذا تعمل الحزبية ؟!!
ما يوم البطاح ؟
فقد انتهكت فيه كرامة الاسلام ، واستُحِل فيه ما حرمه الله ،
واستبيحت أعراض المسلمين ودمائهم ، وأموالهم ، لقد ارتكب خالد كل موبقة
واثم مع مالك بن نويرة التميمي .
كان مالك في بني تميم هامة الشرف ، وعرنين المجد ، ومن تضرب
الامثال بفتوته نجدة ، وكرما ، وحفيظة ، وشجاعة ، وقد قيل فيه « لا فتى إلا
كمالك » .
وهو من أرداف الملوك أسلم ، وأسلم بنو يربوع باسلامه : ووليته على صدقات قومه ، ثقة به واعتماداً عليه .
ولما أنتقلت الى دار الحق أبى النزول على حكمك في أمر الزكاة
وغيرها ، ولم يكن ذلك منه عن ارتياب في الدين ، أو شق لعصا الطاعة بين
المسلمين ، ولا لابتغاء فتنة ، وانما كان باحثا عن تكليفه الشرعي في ذلك
ليؤديه حسب ما شرع الله ورسوله ، فقد عرف أني نصبت عليا خليفة على المسلمين
، ودللتهم عليه ، وقد سأل عن ذلك فقيل له الامر يحدث بعده الامر فاترعت
نفسه بالشكوك من حكومتك .
بهذا لا بسواه تريث مالك في دفع الزكاة باحثاً عن براءة ذمته فيمن
يدفعها إليه ، ولم يكن منكراً للزكاة ، ولا ممن يستحل ماحرم الله .
فبم استحللت دمه ، وأبحت لخالد بن الوليد أن يغدر به ويسفك دمه .
لقد زحف اليهم خالد فلما دنا منهم أذن مؤذن خالد ، وأقام للصلاة
فاقتدى به مالك مع قومه ، وبعد الفراغ من الصلاة خفوا على أسلحتهم وشدوا
وثاقهم ، وجيء بهم أسرى إلى خالد ، وكانت فيهم زوجة مالك ليلى بنت المنهال ،
وكانت من أشهر نساء العرب بجمالها ، فافتتن بها خالد ، وقد تجادل في
الكلام
اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 84