اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 83
سهم المؤلفة قلوبهم :
يا أبا بكر : لقد فرض الله تعالى سهما من الزكاة للمؤلفة قلوبهم .
قال تعالى : ﴿
انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي
الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم
﴾ [1]
وقد دلت هذه الآية بوضوح على أن للمؤلفة قلوبهم سهما وحصة في
الزكاة ، وقد كنت أجريها عليهم ، وقد اعطيت بعض أصنافهم من سدس الخمس الذي
يرجع لي ، وقد استمرت سيرتي على ذلك حتى لحقت بالرفيق الأعلى ، ولم أعهد
الى أحد من بعدي باسقاط هذا السهم ، ولكنك لما وليت الامر جائتك المؤلفة
قلوبهم لاستيفاء سهمهم جريا على عادتهم . . فكتبت لهم بذلك ، فذهبوا الى
خليفتك عمر ليأخذوا حصتهم منه ، فعرضوا عليه كتابك فخرقه ، وقال لهم : لا
حاجة لنا بكم فقد أَعز الله الاسلام ، وأغنى عنكم ، فان اسلمتم وإلا فالسيف
بيننا وبينكم ، فهرعوا اليك ، وهم يتعثرون برداء الفشل والذل فقالوا لك :
وأمضيت فعل عمر ، واستقر الأمر لديكما على ذلك ، فاية غاية وفائدة
قد جنيتها من تلاعبك بنص كتاب الله ، وهو اجتهاد منك في قِبال النص ، وهو
من دون شك تغيير وتصرف في احكام الله .