وبـأحد كم فـل آحـاد شـوس *** كـلمـا أوقـدوا الـوغى أطفاهـا
يـوم دارت بـلا ثـوابـت إلا *** أسـد الله كـان قـطب رحـاهـا
كـيف لـلأرض بالـتمكن لولا *** أنـه قـابض عـلـى أرجـاهـا
ربّ سمر القنا وبيض المواضي *** سبَّـحت بـاسم بـأسه هيجـاهـا
يوم خـانت نبالة الـقوم عهداً *** لـنبي الـهدى فخـاب رجـاهـا
وتراءت لـهم غنـائـم شتـى *** فـاقـتفى الأكـثرون إثر ثراهـا
وجدت أنجـم الـسعود عـليه *** دائـرات ومـا دَرَت عـقبـاهـا
فئة ما لوت من الـرعب جيداً *** إذ دعـاهـا الـرسول في اخرهـا
وأحـاطت به مذاكي الأعـادي *** بعدمـا أشـرفت علـى استيلاهـا
فترى ذلك الـنفير كـما تخبـ *** ـط في ظلـمة الـدجى عشواهـا
يتمنى الـفتى ورود الـمنايـا *** والـمنايا لـو تشترى لا شتراهـا
قد أرتها في ذلك الـيوم ضربا *** لـو رأته الـشبان شـابت لحاهـا
وكساها الـعار الـذميم بطعن *** مـن حلى الـكبرياء قـد أعراهـا
يوم سالت سيل الـرمال ولكن *** هـب فـيهـا نسيمـه فـذراهـا
ذاك يـوم جبريـل أنشد فيـه *** مـدحـاً ذو الـعلى لـه أثنـاهـا
لا فتى في الـوجود إلا عـلي *** ذاك شـخص بمثلـه الله بـاهـا
لا ترم وصفـه ففيـه معـان *** لـم يـصفهـا إلا الـذي سوّهـا
وتعلو عاصفة من التهليل ، وترفع الأكف بالدعاء إلى الشاعر الكبير ، وتضاف إلى أوسمته وسام آخر .
واقعـة الخندق :