responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 53

لعلي احمل عليهم فحمل عليهم ، وفرقهم ، وقتل منهم جماعة ، وأبصرت جماعة أخرى تريد الوقيعة بي فقلت لعلي اكفنيهم فحمل عليهم فانهزموا ، وقتل منهم جماعة ، وبهر جبرائيل بهذه المواساة الهائلة التي أبداها بطل الإسلام ، فقال :

« يا رسول الله هذه المواساة ! ! »

فقلت له :

« إنه مني ، وأنا منه . . » .

فقال جبرائيل : وأنا منكما ، وسمع صوت يهتف : « لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي » .

وقد أصابت علياً في تلك الوقعة ست عشرة ضربة كل ضربة تلزمه إلى الأرض فما كان يرفعه إلا جبرائيل ، وبعد ما وضعت الحرب أوزارها تقدمت النساء المسلمات يداوين الجرحى ، فاحطن به يداوين جراحاته الصعبة ، وقلن لي :

« يا رسول الله لا نعالج منه جرحاً إلا انفتق جرح آخر » .

فاقتربت منه فرأيت جراحاته تشخب دما، فقلت فيه :

« إن رجلا لقي هذا كله في سبيل الله لقد أبلى وأعذر » .

لقد وقف علي في موقعة أُحد بجأش ثابت ، وبنفس جياشة لم يدخله خوف ولا رعب ، مشمراً كادحاً ، قد وهب حياته لله ، ولنصرة هذا الدين .

ولما انتهت الحرب فتشت عن عمي حمزة ، فأخبرت بأنه قد استشهد ، فهرعت إليه فرأيته ، وقد مثلت به هند فأخذت من أذنيه ، وأنفه ، وأصابع يديه ، ورجليه ، ومذاكيره فجعلتها قلائد ، ومعاضد ، وبقرت كبده فلاكتها إلا أنها لم تسغها ، وكذلك فعلن صويحباتها مع الشهداء ، وقد أظهر أبو سفيان خبث سريرته ، فقد طعن أسد الله وهو ميت .

ويعم البكاء والأسى جميع أهل المحشر ، وتعلو الصرخة على ما لاقاه سيد الشهداء من التمثيل والتنكيل .

وينطلق الأزري ، وهو رافع عقيرته ليتلو على أهل المحشر رائعته التي يصف بها جهاد أمير المؤمنين ، وعظيم بلائه في موقعة أُحد فيقول :

اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست