اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 47
حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » [1] وقلت فيهم :
« إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها
غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حِطة في بني اسرائيل من دخله غفر
له . . » [2] .
وقلت : « من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن
غرسها ربي فليوالي علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي
فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم
من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي » [3] .
وقلت أكثر من ذلك في حقهم ، ولكن القوم قد أعاروا قولي أُذناً صماء ، فقد خدعتهم الدنيا إلى قهر أهل بيتي وظلمهم .
عـدلـه :
والإمام أمير المؤمنين من أروع مظاهر العدل ، فهو
أول حاكم في المسلمين صمد في وجه الأعاصير لم تخدعه السلطة ، ولم يغره
السلطان عن تطبيق العدل حتى قال كلمته الخالدة :
« ولا تزيدني كثرة الناس حولي عزّة ، ولا تفرقهم عنّي وحشة ، وما أكره الموت على الحق » .
لقد طبّق العدل ، ورفع مناره في أيام حكمه ومن مظاهر عدله أن أخاه
عقيل قد جائه من يثرب تحف به صبيته ، قد كساهم الفقر بروداً من ألبسته
البغيضة فتركتهم أشباحاً علاهم الأسى والذبول كأنما سودت وجوههم بالعظلم ،
قد