responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 182

فقال عليه السلام : « غضب الخيل على اللجم » [1] وبادرت اليه وأنت مغيظ محنق فقلت له :

ـ ما حملك على رد رسولي ؟

ـ أما مروان فقد استقبلني يردني ، فرددته عن ردي ، وأما أمرك فلم أرده .

ـ أولم يبلغك أني قد نهيت الناس عن تشييع أبي ذر ؟

ـ أو كل ما أمرتنا به من شيء يُرى طاعة الله ، والحق في خلافه اتبعنا فيه أمرك ؟ !!

ـ أقد مروان ؟

ـ وما أقيده ؟

ـ ضربت بين أذني راحلته .

ـ أما راحلتي فهي تلك ، فإن أراد أن يضربها كما ضربت راحلته فليفعل ، وأما أنا فوالله لئن شتمني لأشتمنك أنت بمثلها بما لا أكذب فيه ، ولا أقول إلا حقاً .

ـ ولم لا يشتمك إذ شتمته ، فوالله ما أنت عندي بأفضل منه .

هكذا تقول لعلي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى اتعدل بينه وبين الوزغ الأثيم الذي لعنته ولعنت أباه .

علي ليس بأفضل من مروان عندك ، فهل من الدين والإيمان هذا القول ؟ !

والأمر لله وحده وهو الحاكم الفصل فيما أحدثت من هذه الأمور النكراء .

والتفت علي اليك ، وقد التاع من كلامك فقال لك :

« إلي تقول هذا القول ؟ وبمروان تعدلني ؟ ! فأنا والله أفضل منك ، وأبي أفضل من أبيك ، وأمي أفضل من أمك ، وهذه نبلي قد نثلتها . . »

وخرج علي ونفسه مترعة بالحزن والأسى لأنك لم ترع مقامه ، ولم تلحظ جانبه ، كما تألم أشد الألم وأقساه على فراق صاحبي وخليلي أبي ذر .


[1] يضرب مثلا لمن يغضب غضباً لا ينتفع به .

اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست