responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 177

يا عثمان لما استأثرت بالفيء ، وخصصت بني امية بأموال المسلمين ومنحتهم الثراء العريض ، فكنزوا لأنفسهم ، واكثروا من شراء الضياع والقصور اندفع هذا الصحابي العظيم إلى الإنكار عليك وإلى معارضتك ، فكان يقف على الذين منحتهم بأموال المسلمين فيتلو قوله تعالى : ﴿ الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ورفع مروان بن الحكم اليك أمره فنهيته عن ذلك فاندفع يقول :

« اينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله . فوالله لأن أرضي الله بسخط عثمان أحب إلي وخيرٌ لي من أن أسخط الله برضاه » .

وظل أبو ذر يقظ الضمير ، قد وقف لك بالمرصاد ينقد سياستك ويعيب أعمالك ، ويشجب عطاءك الوفير إلى بني أمية وإلى آل أبي معيط .

ولما ضاق بك أمره نفيته إلى الشام ، وأبعدته عن حرمي وأهل بيتي ، ولما صار إلى الشام رأى أحداث معاوية وموبقاته وإسرافه في بيت المال ، فأنكر عليه بناء الخفراء التي أنفق عليها الأموال الطائلة فكان يقول له :

« يا معاوية إن كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك فهذا الإسراف ؟ » .

وأخذ يوقض النفوس ، ويوجد الوعي الاسلامي ، ويبعث روح الثورة على حكم عميلك معاوية فكان يقول لأهل الشام :

« والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها . والله ما هي في كتاب الله ، ولا في سنّة نبيه ، والله إني لأرى حقاً يطفأ ، وباطلاً يحيى ، وصادقاً يكذب ، وإثرة بغير تُقى ، وصالحاً مستأثراً عليه .. [1]» .

وخاطبه معاوية يوماً بقوله :

﴿ يا عدو الله ، وعدو رسوله .


[1] الانساب 5 / 52 .

اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست