اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 167
التميمي الزاهد العابد ، ولما انتهىاليك وعظك وأرشدك إلى طريق الحق قائلاً :
« إن ناساً من المسلمين اجتمعوا فنظروا في أعمالك فوجدوك قد ركبت أموراً عظاماً ، فاتق الله عزّ وجلّ ، وتب إليه ، وانزع عنها » .
فاحتقرته ، وبالغت في توهينه فقلت لمن حولك :
« إنظروا إلى هذا فإن الناس يزعمون أنه قارئ ثم هو يجيء فيكلمني في المحقرات ، فوالله ما يدري أين الله » .
فانطلق لك العبد الصالح وقد أسخط قولك فقال لك :
ـ انا لا أدري أين الله ؟
ـ نعم .
ـ إني لأدري ان الله بالمرصاد .
فلذعك قوله ، ولكنك لم تستجب لندائه ، وقد أرسلت خلف مستشاريك
وأعوانك من بني أمية فعرضت عليهم الأمر فأشار عليك عبد الله بن عامر قائلاً
:
« رأيي لك يا أمير المؤمنين أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك ، وان
تجمرهم في المغازي حتى يذلوا لك ، فلا يكون همة أحدهم وما هو فيه من دبر
دابته ، وقمل فروته » .
وقد أشار بالظلم والجور وبالتضييق على الناس وقد أخذت بقوله ،
وتركت رأي الآخرين فأمرت بتجمّر الناس في البعوث ، وعزمت على تحريم
أعطياتهم حتى يطيعوك [1] .
ولما عاد إلى البصرة عبد الله بن عامر عمل إلى التنكيل بعامر بن
عبد الله ، فأوعز إلى عملائه وأذنابه أن يشهدوا عنده بان عامراً قد خالف
المسلمين في أمور قد أحلها الله ، فهو لا يأكل اللحم ، ولا يرى الزواج ،
ولا يشهد الجمعة [2] فشهدوا له بذلك ، ورفع بذلك تقريراً اليك فأمرت بنفيه
إلى الشام على ( قتب )
[1] تاريخ الطبري 5 ـ 94 ، تاريخ ابن خلدون 2 ـ 39 .