responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 137

آفات الشورى :

والشورى التي فتلت حبلها ، وفرضتها على المسلمين لم تستند إلى الأساليب الصحيحة ، ولم تبتن على الاسس الوثيقة ، وإنما غرضها ، وباعثها صرف الخلافة عن أمير المؤمنين ، وحرمان المسلمين من التمتع بعدله ، وعلمه ، وفقهه ، فهي لم تكن شورى واقعية ، وإنما انبعثت عن الأحقاد ، والأضغان ، وفيما يلي عرض لبعض آفاتها :

1 ـ ان هذه الشورى التي فرضتها قد ضمت أكثر العناصر المعادية لأمير المؤمنين ، والحاقدة عليه ، ففيها طلحة التميمي ،وهو من أسرة أبي بكر الذي صرف الخلافة عنه ، وضمت الشورى عبد الرحمن بن عوف ، وهو صهر عثمان ، وهو بالذات من الحاقدين على أمير المؤمنين ، فقد كان من جملة الذين هجموا عليه داره وراموا في إحراقها ، لتخلفه عن بيعة أبي بكر ، وضمت الشورى سعد ابن أبي وقاص ، وكان يحقد على الامام من أجل أخواله أمية الذين وترهم الامام في سبيل الإسلام ، ولهذا السبب تخلّف عن بيعة علي التي قام عليها إجماع المسلمين ، واحتوت الشورى على عثمان شيخ الاسرة الأموية التي عرفت بالعداء والنصب للاسلام وبالحقد على أهل بيتي .

لقد وضعت الشورى بهذا الإطار لئلا تؤول الخلافة إلى علي ، كل ذلك استجابة لعواطف قريش التي وترها الامام من أجل هذا الدين .

2 ـ وحفلت هذه الشورى بإقصاء جميع العناصر الموالية لأميرالمؤمنين فلم يجعل لها نصيب في الاختيار والانتخاب ، فلم ترشح أحداً من الأنصار وهم الذين نصروني وآووني أيام غربة الإسلام ومحنته . وقد أوصيت بهم ، وألزمت المسلمين بمراعاتهم . أليس الواجب كان يقضي بأن يكون للانصار ضلع أو يد في هذه الشورى ، وإنما أقصيتهم لأنك عرفت ميلهم مع علي ، كما أنك لم تجعل في هذه الشورى نصيباً لعمار بن ياسر ، وهو أحد المؤسسين في بناء الاسلام ، وكذلك أقصيت العبد الصالح أبا ذر شبيه المسيح عيسى بن مريم في تقواه وصلاحه لأنك عرفت أنه شيعة لعلي .

اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست