اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 136
وأبى اثنان فاضربوا عنقيهما ، وإن اتفق ثلاثة منهم على رجل ، ورضي
ثلاثة منهم برجل آخر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، واقتلوا
الباقيين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس . .
وما هو الموجب لضرب عنق المتخلف فهل أن ذلك ارتداد في الإسلام أو
مروق عن الدين ، وعلم أمير المؤمنين مخططك في صرف الخلافة عنه فطفق يقول
لعمه العباس :
« يا عم لقد عُدلت عنا » .
فنادى إليه العباس قائلاً :
« ومن أعلمك بذلك ؟ » .
وكشف له الامام الوجه في ذلك ، ودلّه على غايتك ، وقصدك قائلاً له :
« لقد قرن بي عثمان . . وقال : كونوا مع الأكثر ، ثم قال : كونوا
مع عبد الرحمن بن عوف ، وسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن ، وعبد الرحمن
صهر لعثمان . . وهم لا يختلفون ، فاما أن يوليها عبد الرحمن عثمان ، أو
يوليها عثمان عبد الرحمن . . » [1] .
وقد كورّت هذه الصورة المؤلمة قلب علي فراح يقول بعد سنين : « حتى
إذا مضى ـ يعني عمر ـ لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم ، فيالله
وللشورى متى اعترض الريب فيّ مع الأول منهم حتى أقرن إلى هذه النظائر . . »
.
أجل والله متى اعترض الشك والريب فيه مع أبي بكر حتى صار يقرن
بأعضاء الشورى ، وهل في المسلمين من هو مثله في دينه وتقواه ، وعلمه ،
وجهاده ، وسابقته للاسلام ، وإنما قرن علي نفسه بأعضاء الشورى ليظهر تناقض
أقوالك ، لأنك قلت غير مرة « لا تجتمع النبوّة والخلافة في بيت واحد »
ولهذا السبب انضم إلى أعضاء الشورى ليدل على مخالفتك لما قلت .