اسم الکتاب : أبو طالب عليه السلام حامي الرسول و ناصره صلي الله عليه و اله و سلم المؤلف : العسکری، نجم الدین جعفر الجزء : 1 صفحة : 151
( قال ) : وليس في إقامة الحد عليهم من الفضيحة ، ما في تكامل
الشهادة على المغيرة ، لانه يتصور بانه زان ، ويحكم بذلك ، وليس كذلكحال
الشهود ، لانهم لا يتصورون بذلك ، وإن وجب في الحكم أن يجعلوا في حكم
القذفة .
( قال ) وحكي عن أبي علي ، أن الثلاثة كان القذف قد تقدم منهم
للمغيرة بالبصرة ، لانهم صاحوا به من نواحي المسجد بأنا نشهد أنك زان ، فلو
لم يعيدوا الشهادة ( في المدينة ) لكان يحدهم لا محالة ، فلم يمكن في
إزالة الحد عنهم ما أمكن في المغيرة ، وحكي عن ابي علي في جواب اعتراضه عن
نفسه بما روي عن عمر أنه كان إذا رآه ( أي المغيرة ) يقول : لقد خفت أن
يرميني الله عزوجل بحجارة من السماء ، إن هذا الخبر غير صحيح ، ولو كان حقا
لكان تأويله التخويف وإظهار قوة الظن لصدق القوم الذين شهدوا عليه ، ليكون
ردعا له ، وذكر أنه غير ممتنع أن يحب ( عمر ) ألا يفتضح ( المغيرة ) لما
كان متوليا للبصرة من قبله .
( قال ) ثم أجاب عن سؤال من سأله عن امتناع زياد من الشهادة وهل
يقتضي الفسق أم لا ؟ فان قال : لا نعلم أن كان يتمم الشهادة ، ولو علمنا
ذلك لكان حيث ثيت في الشرع أن السكوت لا يكون طعنا ، ولو كان ذلك طعنا ،
وقد ظهر أمره لامير المؤمنين عليه السلام لما ولاه فارس ولما ائتمنه على
أموال الناس ودمائهم .
قال ) واعترض ( السيد ) المرتضى فقال : انما نسب إلى تعطيل الحد من
حيث كان في حكم الثابت ، وإنما بتلقينه لم تكمل الشهادة لان زيادا ما حضر
إلا ليشهد بما شهد به أصحابه ، وقد صرح بذلك كما صرحوا قبل حضورهم ، ولو لم
يكن هذا لما شهد القوم قبله وهم لا يعلمون هل حاله في ذلك كحالهم ؟ لكنه
أحجم في الشهادة لما رأى كراهية
اسم الکتاب : أبو طالب عليه السلام حامي الرسول و ناصره صلي الله عليه و اله و سلم المؤلف : العسکری، نجم الدین جعفر الجزء : 1 صفحة : 151